النهار و الشمس و القمر، دلّ صحة الأمر و التدبير و ائتلاف الأمر على أنّ
المدبّر واحدٌ».[1]
هذه الرواية تتضمّن الاستدلال ببرهانين لاثبات التوحيد. أحدهما:
برهان القدرة و العجز، و الآخر: برهان النظم.
برهان القدرة و العجز
أما برهان القدرة و العجز فيستفاد من قوله عليه السلام:
«لا يخلو قولُك إنّهما اثنان من أن يكونا قديمَيْن قويَّين
أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويّاً و الآخر ضعيفاً. فان كانا قويين فلِمَ لا
يدفع كلُّ واحدٍ منهما صاحبه و يتفرّد بالتدبير. و إن زعمت أنّ أحدهما قويٌّ و
الآخر ضعيف، ثبت أنّه واحدٌ كما نقول؛ للعجر الظاهر في الثاني».
حاصل تقريب استدلال الامام عليه السلام: أنّ ما فرض من الواجبين بالذات
إما أن يكون كلاهما قديمين قادرين على إقامة نظام الوجود، أو كلاهما
ضعيفين أو يكون أحدهما قوياً و الآخر ضعيفاً.
فان كانا ضعيفين بأن احتاج أحدهما إلى الآخر، أو كلاهما إلى ثالث،
[1] -/ اصول الكافي: ج 1، ص 80- 81، ح 5.