الجواهر و العوارض من مقولة الأعراض، و كذا الحال و المحمل؛ فانّهما
من مقولتين متباينيتن. و ذات الباري منزّهة عن الجواهر و الأعراض و
عن المقولات العشر بأسرها؛ لأنّها كلّها في دائرة وجود الممكنات و
المتغيّرات الحادثات.
كلام علي عليه السلام أحسن بيانلما ورد، من نفي الصفات عن ذات الباري
و أحسن بيان لتوضيح نفي الصفات و
تفسيره كلام أميرالمؤمنين عليه السلام في جوابه
للسؤال عن كيفية معرفة اللَّه.
و هو ما رواه الكليني باسناده عن علي بن عُقْبة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله
قال: «سُئل أميرالمؤمنين عليه السلام بما عرفت ربُّك؟ قال عليه السلام: بما عرَّفنينفسَه. قيل: و
كيف عرّفك نَفْسَه؟ قال عليه السلام: لا يشبهه صورةٌ و لا يُحَسُّ بالحواس و لا يقاس
بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه. فوق كل شيءٍ، و لا يقال شيٌ فوقه. أمام
كلِّ شيءٍ، و لا يقال له أمام. داخل في الاشياء، لا كشيءٍ داخل في شي. خارجٌ من
الأشياء، لا كشيءٍ خارج من شيءٍ. سبحان من هو هكذا، و لا هكذا غيره».[1]
[1] -/ اصول الكافي: ج 1، ص 85- 86، ح 2.