كمال توحيده نفيالصفات عنه تعالى
قوله: «و كمال توحيده نفي الصفات عنه»، قد
سبق آنفاً نظيره في كلام أميرالمؤمنين عليه السلام:
«و كمال توحيده الاخلاص له و كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه».
بيان مفاده: لا ريب أنّ عموم المسلمين من أهل التوحيد؛ لأنّ التوحيد
في رأس اصول الدين الثلاثة، و هي: التوحيد و النبوة و المعاد. إلّاأنّهم
يعتقدون وحدانية اللَّه تعالى بمعنى نفي الشريك عنه و بأنّه لا وجود لإلهٍ
آخر غيره تعالى، كما هو مفاد كلمة «لا إله إلّااللَّه».
ولكن التوحيد بهذا المعنى العام صادق على المعنى الناقص و الكامل
من التوحيد.
و الذي يعتقده عموم المسلمين إنّما هو هذا المعنى الاجمالى البسيط
الساذج الناقص، و هو نفي الشريك و الاله الآخر غير اللَّه تعالى.
و هناك معنى آخر دقيق تفصيلي كامل للتوحيد و هو المشتمل على
التوحيد الذاتي بمعنى نفي التركّب و التجزّي و التوحيد الصفاتي و
الافعالى و التوحيد في العبودية و التوكل و التفويض. و لا ينال إلى
التوحيد بهذا المعنى الجامع الكامل إلّاالأنبياء و الأوصياء و الحكماء و