المخلوقات للَّهيستلزم تحديد ذات اللَّه. و كل محدود مخلوق.
تضادّ الأشياءالمتضادّة دليل التوحيد
قوله: «بمضادّته بين الأشياء المتضادّة عُلِمَ
أن لا ضِدَّ له، و بمقارنته بين الامور المقترنة
عُلم أن لا قرين له»، استدلالٌ لاثبات التوحيد بتضادّ الأشياء المتضادّة.
و الوجه فيه: أنّ المضادّة بين الأشياء ناشئة من ذاتهما. و أنّ ذات كل
شي معلول ينتهي في سلسلة علله إلى الواجب لذاته. فلو كان له شريك
أو ضدٌّ لجعل ذات الشي بحيث لم تحدث مضادّة بينه و بين ضده، و لمّا
لم يتفق كذلك فيعلم أنّه لا ضدّ له. و كذا الأمور المقترنة- التي بعضها
علّة لبعضها؛ أي بين العِلَل و معاليلها- لا محلّ لاقتران شيٍ ثالث بينها،
فحيث يمتنع انفكاك سلسلة العِلَل عن الواجب لذاته، بل هي تمام الربط به
حسب اقتضاء العلية و المعلولية، يعلم بذلك أنّ مقارنته للأشياء ليست
كمقارنة الأشياء بعضها ببعض، بل من غير سنخها. كما يشير إلى ذلك
كلامه عليه السلام: «هو في الأشياء كلها غير متمازج بها و لا بائن عنها».[1]
[1] -/ نهج البلاغة: صبحيالصالح، الخطبة 197، ص 258/ التوحيد: ص 306، ب 43، ح 1.