أنّ الجسم و الصورة يقتضيان التركب و التميز و التعدُّد، و نفيهما عن
ذات الباري يقتضى توحيده (تعالى) في ذاته.
توحيده تميزه ببينونة صفةٍ، لاعزلةٍ
و ما في بعض خطب أميرالمؤمنين عليه السلام: «دليله
آياته، و وجودُه إثباته، و معرفته توحيده، و
توحيده تمييزُه عن خلقه، و حكم التمييز بينونة صفة، لا بينونة عُزلة».[1]
توضحيه: أنّ دليل وجوده- بما له من قدرته و خالقيته و حكمته و
تدبيره- آياته من بدايع صُنعه و عجايب مخلوقاته. و هذا اشارة إلى
البرهان الإنّي المستَدلّ فيه بوجود المعلول لاثبات علّته.
و سنخ وجوده المحض البسيط الواجب بالذات و حقيقة ذاته برهانٌ
لمّيٌ لاثبات وجوده. و معرفته الصحيحة الحقيقية الصائبة إنّما هي
بتوحيده الذاتي و الصفاتي و الأفعالى و المبادي. و من لم يتبيّن له
التوحيد بحقيقته الجامعة الكاملة و لم يدركه بواقعيته و حقيقية لا
[1] -/ الاحتجاج: ج 1، ص 299 من احتجاجات علي عليه السلام في ما يتعلق بالتوحيد.