اللغة غاية الخضوع و التذلّل، لا مطلق الخضوع.
و غاية الخضوع و التذلّل إنّما ينطبق على الركوع و السجود للَّهتعالى. و
إنّ ملاك الاستحقاق لغاية الخضوع في نظر العقل إنّما هو غاية الإنعام؛ و
من هنا لا يستحق غير اللَّه تعالى غاية الخضوع.
و من هنا الأمر بخفض الجناح و الخضوع و التذلُّل للوالدين في قوله
تعالى: «و اخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة»[1] لا يكون أمراً بعبادتهما.
أما السجدة لآدم المأمور بها في مثل قوله تعالى: «و إذ قلنا للملائكة
اسجدوا لآدم»[2] لمّا كان بأمر اللَّه و مصداقاً لطاعته تعالى، يكون
مصداقاًلعبادة اللَّه في الحقيقة.
و من هنا ذمّ اللَّه ابليس بقوله: «أ فعصيت عن أمرى». هذا مع أنّه
منقوض بالسجدة إلى جانب الكعبة؛ امتثالًا لأمره تعالى بذلك بقوله: «و
حيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره».
و أما سجدة يعقوب عليه السلام و بنيه ليوسف عليه السلام في قوله تعالى: «و رفع
أبويه على العرش و خرّوا له سُجّداً»[3] فقد ورد في بعض نصوص أهل
البيت عليهم السلام إنّهم سجدوا طاعةً للَّهو شكراً له تعالى لاجتماع شملهم و تحيةً
[1] -/ الإسراء: 24.
[2]-/ البقرة: 34، الأعراف: 11، الإسراء: 61، طه: 116، الكهف: 50.
[3]-/ يوسف: 100.