و الحق الذي ذهبت إليه العدلية في المقام أنّ صفات الذات عين الذات،
لكن لا بمعنى أنّ لها وجود اتحد مع الذات، بل بمعنى انتزاعها من مقام
الذات و حاقّها بلحاظ مالها من الآثار المتنوّعة الوجودية غير المنفكّة
عنها.
التوحيدالأفعالي
3- التوحيد الأفعالى؛ أي التوحيد في الخلق و
الرزق و الأمر و الحكم و الخير و الشرّ بمعنى
نفى فاعلية هذه الأفعال و نحوها عن غير ذاته المقدسة.
و قد ذهبت الأشاعرة إلى أنّ التوحيد في الخالقية بمعنى حصر
التأثير و الايجاد في اللَّه، بأن لا يؤثر غيره تعالى في الايجاد بأيّ وجه، لا
استقلالًا و لا تبعاً. و لذا أنكروا العلية و المعلولية في نظام الوجود و
الخلق و نفوا وجود الوسائط في إيجاد الموجودات، فاعتقدوا أنّ
اللَّه (تعالى) يوجد جميع الموجودت مباشرةً، بلا واسطة. فخالفوا بذلك
ساير فرق المسلمين. و قد عُرّفوا بفرقة المجبّرة.