و النسبة بينهما هي التناقض؛ لأنّ السلبية ليست إلّانقيض الثبوتية و
عدمها، و إن ينتزع منه عناوين وجودية بالنسبة إلينا كالعجز و الفقر و
الموت و النسيان و نحو ذلك، ولكنه يتصور في الجواهر و الاعراض، و
حيث لا جوهر لذات الباري فانما تعقل هذه الصفات على نحو النقيض
بمعنى عدم صفات الجمال، و من هنا عُبّر عنها بالسلبية؛ أي سلب
صفات الجمال. فانّ العجز ليس إلّاعدم القدرة، و الجهل ليس إلّاعدم
العلم، و هكذا.
و على أيّ حال فمحل الكلام و النزاع في المقام إنّما هو صفات الذات
الجمالية.
و لا يخفى أنّ المعانى الثلاثة المزبورة من التوحيد هي موضوع علم
الكلام، و ما سيأتي من الوجوه و البراهين إنّما هو لا ثبات التوحيد بهذا
المعنى. و ساير المعانى التالية يثبت بهذه الوجوه بالملازمة العقلية
القطعية، خارجة عن المقصود بالبحث في علم الكلام.
الفِرَق المنكرون للتوحيد الصفاتي
و قد أنكر فرقة الكرّامية (وهم أتباع محمد بن
كرّام السجستاني) التوحيد الصفاتي فقالوا