و قد اشير إلى اعتقادهم بذلك في القرآن، في قوله تعالى: «لقد كفر
الذين قالوا إنّ اللَّه هو المسيح ابن مريم و قال المسيح يا بنى اسرائيل اعبدوا
اللَّه ربى و ربّكم. إنّه من يشرك باللَّه فقد حرم اللَّه عليه الجنة و مأوئه النار و ما
للظالمين من أنصار، لقد كفر الذين قالوا إنّ اللَّه ثالث ثلثة و ما من إلهٍ إلّاإلهٌ
واحد»[1].
و قوله: «و قالت النصارى المسيح ابن اللَّه»[2].
و قوله: «أ أنت قلت للناس أتَّخِذوني و امي إلهين من دون اللَّه؟»[3].
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالّة على هذا المعنى.
فرقة الصابئة
و من المنكرين لهذا المعنى من التوحيد فرقة
الصائبة. قال الفاضل المقداد- في بيان ماهيتهم- «و
الصائبة: مذهبهم ترجيح الروحانيات السماوية على الأنبياء، و التعصّب
لها و سمّوها آلهة و أرباباً و اللَّه ربّ الآلهة و الأرباب و افترقوا فرقتين.
[1] -/ المائدة: 72 و 73.
[2] -/ التوبة: 30.
[3] -/ المائدة: 116.