responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    جلد : 1  صفحه : 119

من خارج ذاته.

فِرَق الثنوية

و قد خالفت الثنوية في ذلك، فقالوا بوجود إلهين‌

فاعل الخير و الشر؛ لزعمهم أنّ الصفتين‌

المتضادتين يستحيل أن يصدران من مبدءٍ واحد. فقالوا فاعل الخير هو

النور و عبّروا عنه ب «يزدان»، و فاعل الشر هو الظلمة، و عبّروا عنه ب

«أهرمن». و تمسّكوا بأدلّة واهية أجيب عنها في كتب الكلام.

قال العلامة الحلّي: «ذهبت الثنوية إلى قدم النور و الظلمة و أنّ العالم‌

حدث بامتزاجهما و نحن قد سلف في كتابنا أنّ النور عَرَضٌ لا يقوم‌

بنفسه و أنّ الظُّلمة أمر عدمي.

و مما زعموا هاهنا أنّ النور خيرٌ و الظلمة شرٌّ، و الخيرات حاصلة من‌

النور و الشرور حاصلة من الظُلمة ... و ذهبت المجوس إلى إثبات صانع‌

للعالم، قادر، حيٌّ حكيم، غير جسم و لا جسماني عالم، منزّه عن الشرور

و النقائص، سمّوه «يزدان» و نسبوا الشرور إلى الشيطان»[1].


[1] -/ مناهج اليقين: ص 223.

ظهرت و انتشرت المجوسية في بلاد فارس و ما جاورها و دان بها مُلوك الفرس حتى الفتح الإسلامي و يحيط الغموض بحياة زرادشت و دعوته و اصول دينه و قد بقى إلى الآن أجزاءُ صغيرة من كتابه المُسمّى ب( أوستا)، و هو عبارة عن مجموعة من الأدعية و الترانيم الدينية، و هم يقدّسون النّار فسمّوا بعبدة النار، و قد بقيت لهم بقية إلى الآن و هي فئة صغيرة تسكن الهند و ايران و آسيا الوسطى.

و قال الفاضل المقداد في المجوس:« قيل إنّهم كانوا متعبّدين بدين ابراهيم عليه السلام و يقال للمجوسية الدين الأكبر؛ لأنّ دعوة ابراهيم كانت أعمّ من دعوة من بعده و أثبت المجوس للعالم مؤثّرين: النور، و هو أزلى و فاعل الخير و يسمّى يزدان. و الظلمة، و هي حادثة فاعلة للشرّ، و تسمّى أهرمن فاختلفوا فرقاً بحسب اختلافهم في حدوث الظلمة و بسبب امتزاجها بالنور و خلاص النور عنها، و جعلوا الامتزاج مبدأ و الخلاص معاداً.

فالكيومرثية: زعموا أنّ يزدان فكّر أنّه لو كان له منازع كيف يكون حاله معه فحدثت من هذه الفكرة الردية غير المناسبة لطبيعته الظلمة، و هي مطبوعة على الشرّ فخرجت على النور و جرت محاربة بين عسكريهما فتوسّط الملائكة بينهما على أن يكون العالم المسفلى لأهرمن سبعة آلاف سنة ثم يسلّمه إلى يزدان.

و الزروانية: زعموا أنّ النور أبدع أشخاصاً نورانية روحانية و أعظمها زروان حصل له ابنان في بطن واحد، أحدهما أهرمز و فيه الخير و الطهارة و الصلاح، فاتخذه قوم ربّاً و عبدوه، و ثانيهما أهرمن و فيه الشرّ و الخبث و الفساد و هو الشيطان، فطرده زروان لذلك فمضى و حارب أخاه مدّة فغلبه و استولى على الدنيا و كانت سليمة من الشرور و أهلها كانوا في نعيم، فلمّا حدث أهرمن حدثت الشرور و الآفات و كان بمعزل عن السماء فاحتال حتى خرق السماء و صعد و قيل كان في السماء فاحتال و نزل بجنوده فهرب النور بملائكته فاتبعه أهرمن و حاصره في جنّته و حاربه ثلاثة آلاف سنة، فتوسّطت الملائكة على أن يكون أهرمن و جنوده في قرار الارض سبعة آلاف سنة مضافاً إلى الثلاثة ثم يسلّمها إليه و الناس في الشرّ إلى انقضاء تلك المدة و أشهدا على أنفسهما عدلين و دفعها إليهما سيفيهما و أمراهما أن يقتلا الناكث منهما.

و الزرداشتية: نقلوا عن شيخهم زرادشت: أنّ النور و الظلمة أصلان للعالم، متضادّان و حصلت التراكيب في الصور من امتزاجهما و الباري تعالى خالق لهما، و هو واحد لا شريك له، و الخير و الشرّ من امتزاج النور و الظلمة، و لو لم يمتزجا، لم يحصل وجود العالم و هما متغالبان إلى أن يغلب النور الظلمة و الخير و الشرّ و يتخلّص الخير إلى عالمه، و ينحطّ الشرّ إلى عالمه، و إنّما مزجهما اللَّه تعالى لحكمة رآها و ربّما جعل النور أصلًا موجوداً و الظلمة تبعاً له كالظلّ بالنسبة إلى الشخص، هذا حاصل مذهبهم»/ اللوامع الالهية ص 301- 303.

نام کتاب : البراهين الواضحة في عقايد الإمامية على ضوء العقل و الكتاب و السنة نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست