النصوص المشيرةإلى برهان الحركة
و قد أشير إلى براهين وجود الواجب في
الروايات، منها: كلام أميرالمؤمنين عليه السلام:
«و لا يجري عليه السكون و الحركة، و كيف يجري عليه ما هو أجراهُ، و
يعودُ فيه ما هو أبداهُ، و يحدُثُ فيه ما هو أحدَثَه! إذاً لتفاوتت ذاتُهُ، و لتجزّأ
كُنهُه، و لامتنع من الأزل معناه، و لكان له وراءٌ؛ إذ وجد له أمام، و لالتمس
التّمام إذ لَزِمه النُقصان، إذاً لقامت آية المصنوع فيه»[1].
معنى كلامه عليه السلام: أنّ ذات واجب الوجوب يستحيل أن يكون فيه
سكون أو حركة و يمتنع أن يكون ساكتاً أو متحرّكاً؛ لأنّه موجدٌ للحركة
في غيره. فلابد أن لا يوجَدُ فيه الحركة، و إلّالم يكن موجداً لها.
قوله عليه السلام: «و كيف يجري عليه ما هو أجراه؟»؛ أي كيف يمكن أن تعرض
عليه الحركة و توجد فيه من ناحية غيره و قد فُرض أنّه الموجد للحركة
في غيره، و إلّايلزم أن يعود و يثبت فيه التحرُّك من الغير مع أنّه أوجد
التحرُّك في غيره، و يلزم أن يُحدَثَ فيه ما أحدثه في غيره. و إذاً لو كان
[1] -/ نهج البلاغة صبحى الصالح: ص 273 خ 186.