براهين وجود الواجب تعالى في الروايات
يمكن تقسيم هذه الروايات إلى قسمين رئيسيين:
أحدهما: ما ورد من النصوص في احتجاج الأئمة المعصومين عليهم السلام
مع الزنادقة و الملحدين، أو في تعليم الأصحاب- مثل هشام- ليتعلّموا
منهم البراهين العقلية و المنهج الصحيح لاقامة البرهان.
ثانيهما: ما ورد منها بصورة الدعاء و المناجاة و الوعظ و إرشاد
الأصحاب، ولكنّه يناسب سياق الاستدلال و إقامة البرهان بالوجوه
المختلفة.
و هذه الروايات بالغة في كل باب حدّ التواتر المعنوي الاجمالي،
مضافاً إلى وجود كثير من الروايات الصحاح في هذه النصوص. هذا مع
أنّ كلها إرشادٌ إلى حكم العقل و إرائة المنهج الاستدلالي الصحيح و
تشير إلى إقامة وجوه البراهين العقلية، فليس المقصود من نقلها و
شرحها التعبد و التوقيف بمضامينها. و من هنا لا حاجة إلى تنقيح
أسناد آحاد هذه النصوص بعد حصول التواتر الاجمالي المعنوي، و
وجود كثير من النصوص الصحيحة في خلالها، و بعد كونها في مقام
الارشاد إلى حكم العقل.