و العنق و
الأُذنان لا ستر عليها» و مثل ذلك في تفسير الطبري[1]
و غيره.
ثم
جاء الإسلام الذي هو أكمل الأديان الإلهية و نزل القرآن المشتمل على أحسن القوانين
في سبيل كمال الإنسان و رشده فحدّدت في آياته المختلفة كيفية ارتباط الرجال مع
النساء و حدود ستر بدنها عن الرجال بتشريع أحكام متعالية متناسقة لكمال الإنسان في
مسير الهدف من خلقته.
و
من الطبيعي أنّ جعل قوانين الحجاب للنساء كانت يستتبع بعض المشقات و الصعوبات في
معاشهنّ اليومية. فمن هنا توجّه الخطاب في تشريع مثل هذه الأحكام إلى نساء النبي
ابتداءً حتى لا تحسّ سائر النساء المؤمنات صعوبة و ضيقاً من هذه الناحية.
فمن
هذه الآيات قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ
ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ
فَانْتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ
فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَ إِذا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ
لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَ[2].
ففي
الآية الأُولى قد حدّد كيفية ارتباط الرجال المؤمنين مع نساء النبي (صلّى اللَّه
عليه و آله و سلّم) بأن يدخلوا بيوته (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم) بغير دعوته
و إذنه حيث كانت فيها
[1] تفسير الطبري: الآية 31 من سورة النور و تفسير
النيسابوري: ج 18 ص 78.