إنّ
«تحرير الوسيلة» هو خير وسيلة يبتغيها المكلّف في سيره و سلوكه، و هو أوثقها
عُرًى، و أصلحها منهاجاً؛ لِما امتاز به من سداد في تحديد الموقف العملي، و إصابة
في تشخيص الوظائف المُلقاة على عاتق المكلّفين، و ذلك على ضوء الدليلين: الاجتهادي
و الفقاهتي، النابعين من الكتاب و السنّة. ناهيك عن جمعه للمسائل العملية، و نأيه
عن المسائل ذات الصبغة النظرية التي لا تمسّ إلى واقعنا المُعاش بصلة. و لئن كتب
الشهيد الأوّل قدّس اللَّه نفسه الزكيّة كتاب «اللمعة الدمشقية» و هو سجين، فإنّ
إمامنا العظيم نوّر اللَّه ضريحه قد ألّف هذا الكتاب حينما كان منفيّاً في مدينة
بورسا التركيّة من قبل الطاغوت الغاشم، و لم يكن بحوزته إلّا «وسيلة النجاة» و
«العروة الوثقى» و «وسائل الشيعة». نعم، لم تكن بيده المباركة إلّا هذه الكتب
الثلاثة، و لكنّ نفسه العلوية لو لم تكن خزانة للعلوم الحقّة، و فؤاده مهبطاً
للإلهام و التحديث، لامتنع وجود هذا السفر الخالد في تلك الظروف العصيبة.