«و
أما اطلاقه و إرادة شخصه ...، إلى قوله: اللهم إلّا أن يقال ...».[1]
اطلاق
اللفظ و إرادة شخصه:
هذا
تعرّض إلى القسم الرابع، و هو اطلاق اللفظ و إرادة شخصه.
و
مثاله: قولك زيد لفظ، فيما إذا كنت تقصد شخص لفظ زيد الصادر من فمك و كأنك تريد أن
تقول: إن هذا الصادر من فمي هو لفظ.
و
قد وقع الكلام في إمكان ذلك في نفسه، و قد اختار صاحب الفصول استحالته لأنه يلزم
منه أحد محذورين: اتحاد الدال و المدلول أو تركّب القضية المحكية من جزءين.
توضيح
ذلك: أنه إما أن تجعل لفظ زيد الصادر من فمك دالا على نفسه فيلزم بذلك اتحاد الدال
و المدلول، و إما أن لا تجعله دالا على نفسه فيلزم تركّب القضية المحكية من جزءين
و إن كانت القضية اللفظية مركبة من ثلاثة أجزاء، فإن المحمول يوجد ما يحكي عنه
فيحصل من خلال ذلك محكي له، و هكذا النسبة يوجد ما يحكي عنها- و هو هيئة الجملة-
فيحصل لها محكي، و هذا بخلاف الموضوع فإنه لا يوجد ما يحكيه- لأنّا قد افترضنا هذا
و إلّا كان ذلك هو الشق الأوّل الذي يلزم منه اتحاد الدال و المدلول- و ما دام لا
يوجد حاك عنه فلا يوجد محكي له.