الخاصة
المعينة، و بناء عليه يصبح معنى الكلمة المذكورة جزئيا خارجيا فهي موضوعة للمعنى
الجزئي الخاص الخارجي.
و
هذا الاحتمال باطل بالوجدان، إذ نقول مثلا سر من البصرة بلا قصد نقطة معينة من دون
أن نشعر بأي مجازية في الاستعمال المذكور، و إذا سار الشخص الموجّه إليه الأمر
المذكور من أي نقطة من نقاط البصرة كان ممتثلا، و ذلك يدل على أن كلمة (من) لم
تستعمل في الابتداء الخارجي الخاص من هذه النقطة الخاصة أو من تلك النقطة الخاصة و
إلّا فكيف يصدق الامتثال بالسير من أي نقطة. إذن يتحتم أن يكون المعنى المستعمل
فيه في الكلمة المذكورة كليا و ليس جزئيا.
و
ربما يقال في مقام الدفاع: إن المقصود من كون معنى كلمة (من) جزئيا ليس كونه جزئيا
بالمعنى الحقيقي الذي قرأناه في المنطق، و هو عدم الصدق على كثيرين، بل المقصود
كونه جزئيا إضافيا، فكما أن الإنسان جزئي بالإضافة إلى الحيوان كذلك الابتداء من
البصرة هو جزئي بالإضافة إلى الابتداء من العراق.[1]
و
لكن هذا الدفاع واضح الوهن، فإن الجزئي الإضافي هو كلي في نفسه فيلزم أن يكون معنى
كلمة (من) كليا لا جزئيا، و بذلك نتّفق مع صاحب هذا الدفاع في كون المعنى المستعمل
فيه كليا و عاما، غايته هو يريد أن يصطلح عليه بالجزئي الإضافي أيضا، و لا مشاحة
في هذا الاصطلاح ما دام المعنى يعود كليا في واقعه و ليس جزئيا بالمعنى الحقيقي.
2-
أن تكون تلك الخصوصية ذهنية بتقريب أن كلمة (ابتداء) و كلمة
[1] هذا الدفاع قد ينسب إلى صاحب الفصول أو القوانين.