1- أن ما ذكره في الجواب
عن إشكال العقاب لا يرفع الإشكال، بل على العكس يثبته، إذ يلزم بالتالي أن يكون
العقاب ثابتا على أمر ذاتي، أعني به السعادة و الشقاوة الذاتيتين، و من الواضح أن
العقاب على الأمر الذاتي قبيح، لأنه عقاب على أمر غير اختياري.
و لو رجعنا إلى وجداننا
وجدنا صحة مؤاخذة المولى العرفي لعبده على مخالفة تكاليفه من دون صحة الاعتذار منه
بأن المخالفة مستندة إلى أمر ذاتي، أعني الشقاوة الذاتية، و هذا شاهد واضح على كون
العقاب مترتبا على أمر اختياري.
بل نقول: إن لازم الجواب
الذي ذكره الشيخ الآخوند صحة أن يحتج العبد على المولى و يقول له: سيدي أنت خلقت
شقاوتي بسبب ايجاد ذاتي- فإن من أوجد الذات يكون موجدا لذاتياتها، فموجد الأربعة
موجد لزوجيتها- فلما ذا تعاقب على شيء خلقته أنت؟
و أما قضية الذاتي لا
يعلّل فلا يقصد بها أن الأمر الذاتي لا يحتاج إلى علة، كيف و كل ممكن بحاجة إلى
علة، بل هي بمعنى أنه لا يحتاج إلى علة تغاير العلة الموجدة للذات.
2- أن ما ذكره يتلائم مع
فكرة كون الإنسان مجبرا في أفعاله لأن
______________________________
(1)
ذكرنا هذه الملاحظات و ما بعدها تكميلا للبحث شعورا منّا بأهميته و دقته.
[1] ذكرنا هذه الملاحظات و ما
بعدها تكميلا للبحث شعورا منّا بأهميته و دقته.