و هكذا الحال في مورد الاعتذار، فإن الطلب يكون متحققا من دون
إرادة و إلّا كان ذلك خلف فرض الاعتذار.
هذان وجهان قد يتمسك
بهما.
و الجواب عنهما واضح.
أما بالنسبة إلى الأوّل
فباعتبار أن كلام الشعراء لا يصلح للحجية.[1]
و أما بالنسبة إلى
الثاني فلأن أقصى ما يثبته هو التغاير بين الإرادة الحقيقية و الطلب الانشائي- إذ
الطلب الانشائي متحقق من دون تحقق الإرادة الحقيقية- و هذا كما هو واضح لا يضرّ
بالمدعى، فإنه لم يدع اتحاد الطلب الانشائي مع الإرادة الحقيقية كي يردّ ذلك بالوجه
المذكور، بل المدعى هو اتحاد الطلب الحقيقي مع الإرادة الحقيقية، و الوجه المذكور
لم يثبت الانفكاك بينهما.
ثمّ ذكر قدّس سرّه بعد
ذلك أنه يمكن ايقاع الصلح بين الطرفين و جعل النزاع لفظيا، و ذلك بحمل كلام من
ادعى الاتحاد على الاتحاد بين الحقيقين أو بين الانشائيين، بينما كلام من ادعى
المغايرة يحمل على المغايرة بين الحقيقي من أحدهما للانشائي من الآخر.
و بعد ذلك أمر قدّس سرّه
بالفهم، و وجهه واضح، باعتبار أن الوجه الثالث- الذي سيذكره بعنوان إشكال و دفع-
يدل على أن النزاع حقيقي و معنوي و ليس لفظيا، فانتظر ذلك.
توضيح المتن:
قائمة بها: بالإمكان
الاستغناء عن هاتين الكلمتين.
______________________________
(1)
و لعلّ عدم ذكر الشيخ الآخوند لهذه المناقشة لأجل شدة وضوحها. على أنه لم يسق شعر
الأخطل مساق الدليل كي يحتاج إلى جواب عنه.
[1] و لعلّ عدم ذكر الشيخ الآخوند
لهذه المناقشة لأجل شدة وضوحها. على أنه لم يسق شعر الأخطل مساق الدليل كي يحتاج
إلى جواب عنه.