3-
استدل ثالثا على الوضع للأعم بما ورد في بعض الروايات من استدلال النبي صلّى اللّه
عليه و آله بقوله تعالى: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ[2]
على عدم استحقاق من عبد الأصنام في بداية عمره لمقام الخلافة و إمامة المسلمين، و
هكذا استدل بعض الأئمّة عليهم السّلام تأسيا بجدهم النبي صلى اللّه عليه و آله.
و
تقريب الاستدلال: إن من تصدّى للخلافة لم يكن يعبد الأصنام حين التصدي للخلافة، و
إنما كان يعبدها في بداية حياته، فلو لم يكن المشتق موضوعا للأعم لم يصح الاستدلال
المذكور، إذ ليس المتصدي بظالم- من حيث عبادة الأصنام- حين تصديه للخلافة،
فالاستدلال بالآية الكريمة يدل على وضع المشتق للأعم.
و لا يخفى أن استدلال النبي صلى
اللّه عليه و آله لم نعثر عليه في رواية، و أما استدلال بعض الأئمّة عليهم السّلام
فقد عثرنا عليه في بعض الروايات، من قبيل الحديث الذي يقول:
« ... كان إبراهيم عليه السّلام
نبيا و ليس بإمام حتّى قال اللّه: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً، قال: وَ
مِنْ ذُرِّيَّتِي، فقال: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، فمن
عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما» الكافي 1: 174/ ذيل الحديث رقم 1.