بعد أن ذكر قدّس سرّه أن قصد الآلية ليس دخيلا في المعنى الذي وضع أو
استعمل فيه الحرف أخذ يستدل عليه هنا بوجهين:[2]
1- أن لحاظ الآلية إذا كان دخيلا في معنى الحرف، و بسببه صار جزئيا فيلزم
أن يكون لحاظ الاستقلالية دخيلا في معاني الأسماء أيضا، و بالتالي يلزم أن تكون
جزئية، و حيث إن معاني الأسماء ليست جزئية فذلك يدل على أن لحاظ الاستقلالية ليس
قيدا لها بل هو من القيود في مقام الاستعمال أو الوضع، و إذا قبلنا بهذا في معاني
الأسماء فيلزم أن نقبل مثله في معاني الحروف و نقول: إن لحاظ الآلية معتبر في مقام
الاستعمال و ليس قيدا في المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه.
2- أن لحاظ الآلية لو كان قيدا في معاني الحروف و كانت- أي معاني الحروف-
ذهنية فيلزم عدم إمكان امتثال التكاليف، فلا يمكن الامتثال في مثل: سر من البصرة
إلى الكوفة، لأن السير و البصرة و الكوفة هو مقيّد بكلمة إلى و من، و حيث إن معنى
من و إلى ذهني فيلزم أن