بعد مجيئه بيوم، فإن كلمة يضرب فعل مضارع، و
زمانه ليس هو المستقبل حقيقة- لفرض أن الضرب واقع فيما مضى- بل هو الماضي حقيقة،
نعم هو مستقبل بالإضافة إلى زمن المجيء.[1]
الفرق بين الاسم و الحرف:
ثمّ إن هذا كله في الفرق بين الاسم و الفعل، و كان كله بحثا استطراديا، و
بعد هذا نأخذ ببيان الفرق بين الاسم و الحرف ليطّرد- أي يعمّ- الاستطراد في
الأقسام الثلاثة للكلمة.
و الفرق بين الاسم و الحرف قد تقدمت الإشارة إليه عند البحث عن المعاني
الحرفية في أوائل الكتاب، و الآن يأخذ قدّس سرّه بتكراره بشكل موجز.
و حاصل الفرق: أنه ذكر أن كلمة ابتداء مثلا موضوعة لمفهوم الابتداء مقيّدا
باللحاظ الاستقلالي، و كلمة من موضوع لمفهوم الابتداء أيضا مقيّدا باللحاظ الآلي و
بما هو حالة قائمة بالطرفين.
و لكن هذا باطل لما تقدمت الإشارة إليه في بحث المعاني الحرفية.
و الصحيح أن لحاظ الاستقلالية و لحاظ الآلية ليسا مأخوذين في معاني
الأسماء و الحروف- و إلّا يلزم أن تكون معاني الأسماء و الحروف
[1] و لعلّ الوجه في جعل هذا الوجه مؤيدا لا دليلا
احتمال أن يكون المأخوذ في الفعل الماضي الزمن الماضي الأعم من كونه ماضيا حقيقة
أو بالإضافة، و هكذا الزمن المأخوذ في المضارع هو الأعم من المستقبل الحقيقي و
الإضافي.
هذا و يحتمل أن يكون الفعل الماضي
قد وضع مرتين، فمرة للماضي الحقيقي و أخرى للماضي الإضافي، و هكذا الحال بالنسبة
إلى الفعل المضارع.