و الخلاصة:
أنه نفهم من خلال هذين المثالين أن انحصار المفهوم الوسيع بمصداق واحد لا يقتضي
وضع اللفظ لذلك المصداق الواحد بل بالإمكان وضعه للمفهوم الوسيع.[1]
المقدمة
الثالثة: [هل يخرج المصادر و الافعال من المشتق الاصولي]
و
مضمون هذه المقدمة قد أشرنا إليه نحن فيما سبق و لكن حيث لم يشر إليه الشيخ
الآخوند قدّس سرّه احتاج إلى أن يشير إليه هنا.
و
حاصله: أن ضابط المشتق الأصولي كون العنوان حاكيا عن ذات متلبّسة بالمبدإ و يكون
قابلا للحمل عليها بحمل هو هو.
و
بناء على هذا الضابط يلزم خروج المصادر[2]
و الأفعال من المشتق الأصولي، و الوجه في ذلك:
أما
بالنسبة إلى المصادر فلأنها تدل على الحدث- يعني المبدأ- لا أكثر، و لا تدل على
ذات متلبّسة بالمبدإ.
و
أما بالنسبة إلى الأفعال فلأنها أيضا لا تدل على ذات متلبّسة بالمبدإ بل تدل على
صدور الحدوث من الذات- مثل ذهب زيد- أو على الحلول- مثل علم زيد- أو على طلب
الفعل- مثل اذهب- أو على طلب تركه- مثل لا تذهب-.
[1] لا يخفى أن الجواب المذكور و إن كان وجيها إلّا أنه
بناء عليه لا يكون النزاع في وضع اسم الزمان للأعم أو لخصوص المتلبّس ذا ثمرة
عملية، فعلى مستوى الاحتمالات النظرية و العلمية يمكن أن نتصوّر وضع هيئة اسم
الزمان للأعم إلّا أن الوضع المذكور لا ثمرة عملية له بعد ما كان مصداق المفهوم
الأعم منحصرا بخصوص المتلبّس.
[2] و طبيعي المقصود المصدر المزيد مثل اكرام، و أما
المجرد مثل كرم فهو أصل المشتقات و لا يعدّ في النحو من المشتقات ليحتاج إلى
اخراجه من المشتق الأصولي.