و هناك من
يذهب من العلماء كصاحب الكفاية رحمه اللّه إلى ان النسبة التي تدل عليها (بعت) في
حال الاخبار و (بعت) في حال الانشاء واحدة و لا يوجد أي فرق في مرحلة المدلول
التصوري بين الجملتين و انما الفرق في مرحلة المدلول التصديقي لانّ البائع يقصد
بالجملة ابراز اعتبار التمليك بها و انشاء المعاوضة عن هذا الطريق و غير البائع
يقصد بالجملة الحكاية عن مضمونها فالمدلول التصديقي مختلف دون المدلول التصوري.
و
من الواضح ان هذا الكلام إذا تعقّلناه فإنما يتم في الجملة المشتركة بلفظ واحد بين
الانشاء و الاخبار كما في (بعت) و لا يمكن ان ينطبق على ما يختص به الانشاء أو
الإخبار من جمل فصيغة الأمر مثلا جملة انشائية و لا تستعمل للحكاية عن وقوع الحدث
و إنما تدل على طلب وقوعه و لا يمكن القول هنا بأن المدلول التصوري لا فعل نفس
المدلول التصوري للجملة الخبرية و ان الفرق بينهما في المدلول التصديقي فقط و
الدليل على عدم امكان هذا القول انّا نحسّ بالفرق بين الجملتين حتى في حالة
تجردهما عن المدلول التصديقي و سماعهما من لافظ لا شعور له.
الدلالات
التي يبحث عنها علم الاصول:
نستطيع
أن نقسم العناصر اللغوية من وجهة نظر أصولية إلى عناصر مشتركة في عملية الاستنباط
و عناصر خاصة في تلك العملية.
فالعناصر
المشتركة هي كلّ أداة لغوية تصلح للدخول في أيّ دليل مهما كان نوع الموضوع الذي
يعالجه ذلك الدليل، و مثاله صيغة فعل الأمر، فإن بالإمكان استخدامها بالنسبة إلى
أيّ موضوع.