responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 208

و إذا ضمّ المتلفّظ الملتفت كلمة اخرى فقال (الماء بارد) استكشفنا أنّه يريد أن يخطر في ذهننا معنى (الماء) و معنى (بارد) و معنى جملة (الماء بارد) ككل. و لكن لما ذا يريد أن نتصوّر ذلك كلّه؟ و الجواب: أنّ تلفّظه بهذه الجملة يدلّ عادة على أنّ المتكلّم يريد بذلك أن يخبرنا ببرودة الماء و يقصد الحكاية عن ذلك، بينما في بعض الحالات لا يكون قاصدا ذلك كما في حالات الهزل، فإنّ الهازل لا يقصد إلّا إخطار صورة المعنى في ذهن السامع فقط على خلاف المتكلّم الجاد. فالمتكلّم الجادّ حينما يقول: (الماء بارد) يكتسب كلامه ثلاث دلالات و هي: الدلالة التصوّريّة المتقدّمة، و الدلالة التصديقيّة المتقدّمة، و لنسمّها بالدلالة التصديقيّة الاولى، و دلالة ثالثة هي الدلالة على قصد الحكاية و الإخبار عن برودة الماء، و تسمّى بالدلالة على المراد الجدّي، كما تسمّى بالدلالة التصديقية الثانية. و أمّا الهازل حين يقول: (الماء بارد) فلكلامه دلالة تصوريّة و دلالة تصديقيّة أولى دون الدلالة التصديقيّة الثانية، لأنّه ليس جادّا و لا يريد الإخبار حقيقة، و أمّا الآلة حين تردّد الجملة ذاتها فليس لها إلّا دلالة تصوّريّة فقط. و هكذا أمكن التمييز بين ثلاثة أقسام من الدلالة.

الوضع و علاقته بالدلالات المتقدّمة:

و الدلالة التصوريّة هي في حقيقتها علاقة سببيّة بين تصوّر اللفظ و تصوّر المعنى، و لمّا كانت السببيّة بين شيئين لا تحصل بدون مبرّر، اتجه البحث إلى تبريرها، و من هنا نشأت عدة احتمالات:

الأوّل: احتمال السببيّة الذاتيّة بأن يكون اللفظ بذاته دالّا على‌

نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست