و
قد قدّر اللّه عزّ شأنه لهذا النجم أن يأفل افولا دمويا في مطامير الظالمين و سجون
الجبّارين ليبقى شمسا مشرقة في آفاق العلم و التعليم، فكانت نتيجة المواجهة
المحتدمة بينه- قدّس سرّه- و بين السلطة الجائرة الحاكمة في العراق- دفاعا عن
المذهب و إعلاء لكلمة اللّه و دعما لدولة الحقّ التي أشرق نورها من رباع إيران،
حيث قام بمبادلة الرسائل و البرقيات بينه و بين قائد الثورة الراحل الإمام الخميني-
قدّس اللّه نفسه الزكيّة- أن تهيج الذئاب الحاكمة في العراق لتنهش لحمه المقدّس،
اعتقله الاعتقال الأخير بعد احتجازه لمدّة طويلة و اخضاعه للمراقبة الشديدة، و لم
يدم كثيرا هذا الاعتقال، فبعد أيام ارجعت جنازته من بغداد إلى النجف الأشرف و هي
تحمل معها شعار الحزن و الكآبة، فعلم الناس أنها فقدت السيّد الصدر شهيدا مظلوما
غريبا، سائرا على نهج جدّه الحسين سيّد الشهداء ليبقى عبرة في قلوب المؤمنين،
فالسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيّا[1]
[1] هذه نبذة من حياة سيّدنا الشهيد- أعلى اللّه مقامه-
اقتبسناها من كتاب« مباحث الاصول» لسماحة الحجّة السيّد كاظم الحائري- دام ظلّه-
مع بعض التصرّفات منا.