responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 45

وخامساً: إنه قد تعرف بعض الجزئيات كما في كتب التراجم فإنه يقال: أفلاطون كذا صفته فتذكر مشخصاته الخارجية وهكذا قد تذكر مشخصات النبي والأئمة.- وجوابه- إن ذلك لا يعرف منه إلا الكلي المتصف بهذه الصفات وأما تمييز الجزئي بها فهو يحتاج إلى قوة الحدس لا بالنظر والكسب فأحسن طريق لنا في إدراك الجزئيات هو الإدراك بالحواس وبهذا تعرف أن عقولنا عاجزة عن إدراك شخصه تعالى.

وسادساً: إن الجزئي قد يكون كاسباً لجزئي آخر فإن إدراك صوت خاص موجب لإدراك إنسان خاص وكإدراك المرآة الموجب لإدراك الوجه وكإدراك الشي‌ء من إدراك طعمه.- وجوابه- إن هذه الأمور لو لم تكن مدركة سابقاً لما أدركت فعلًا من هذه الأشياء فهذه الأشياء لا تحصل مجهولًا وإنما تلفت النظر إلى معلومات النفس.

وسابعاً: إنه إذا كان مركب خارجي محسوساً وكان مستوراً بشي‌ء وأزيل الستر عن أجزائه تدريجاً فإنه يحصل من إدراك أجزائه على سبيل التدريج إدراكه نظير الحد التام فإنه يحصل من العلم بالأجزاء مفصلًا العلم بالكل إجمالًا ومن هذا الباب حصول إدراك الكلمة المسموعة من إدراك حروفها. إن قلت: هذا ليس بنظر حتى يكون كسباً. قلنا: إنه نظر لأنه ملاحظة المعلومات على وجه التفصيل ووقع الترتيب بينها وكان الانتقال فيها من الملاحظة التفصيلية إلى الإجمالية فالقول بأن الحد التام كاسب دون هذا تحكم. كيف وقد نقل عن المحقق الطوسي () التحديد بالأجزاء الغير المحمولة كتحديد البيت بالسقف والجدران فإذا سمِّي الانتقال من مفهوم السقف والجدران ماهية البيت تحديداً ونظراً فلماذا لا يكون الانتقال من الإحساس بأجزائه الشخصية إلى الإحساس بالبيت الشخصي تحديداً ونظراً. هذا مع ما ذكروه من أن النفس أول ما تدرك الجزئيات بآلاتها ثم تتنبه لما بينها من المشاركات والمباينات ثم تدرك منها يتوجه العقل أو بالحدس أو بالتجربة أوائل العلوم الضرورية ثم النظريات منها، ولا شك أن هذه التأدية بطريق النظر لأن فيها تحصيل المجهول من ملاحظة المعلوم. ودعوى أن فيما ذكر من البيت والكلمة إدراك الأجزاء عين إدراك الكل لا أنه هناك إدراكان أحدهما للأجزاء والآخر للكل. فاسدة لوضوح أن تصور كل جزء غير تصور الكل. ودعوى أن هذا ليس بنظر بل هو استلزام إحساس لإحساس آخر فإن النظر أن يكون الإحساس مرآة ووجهها للإحساس بشي‌ء آخر كالحد والرسم فإنه وجه للمعرف وفيما نحن فيه لم يكن المذكورات وجهاً للمكتسب بها بل هي من قبيل العلل لمعلولاتها في الذهن. فاسدة فإن النظر بنحو الاستلزام والعلة للوجود الذهني ألا ترى أن القياس علة لوجود النتيجة مع أنه ليس وجهاً لها.

وثامناً: أنه كما جاز ضم العامين من وجه بعضهما إلى بعض ويكسب بهما النوع كما في تعريف الخفاش بالطائر الولد كذلك يجوز ضم الكليات بعضها إلى بعض إلى أن تنتهي إلى صورة جزئية وينتقل منها إلى الجزئي فإن الجزئي هو ضم كليات بعضها إلى بعض.- وجوابه- إن الجزئي ليس مجرد ضم كليات بعضها إلى بعض بل لا بد من ضم التشخص إليها وإلا فلم يمتنع فرض صدقه على كثيرين ولذا قالوا: إن المتشخص لا يحد لأن معرفته لا تحصل إلا بتعيين مشخصاته بالإشارة إليها ونحوها كالتعبير باسم العلم أو الإشارة.

وتاسعاً: إن الجزئي مركب من الماهية والتشخص فلم يعرف بما يفيد تصور الأمرين بأن يذكر مميزات الماهية عن جميع ما عداها وهكذا مميزات ذلك التشخص عما عداه بحسب الوجود بذكر العوارض الملازمة له المختصة به لا أن يذكر ما يفيد تعينه وتشخصه فإن ذلك لا يحصل إلا بالإشارة ونحوها.

نام کتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست