responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارك نهج البلاغة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 25

وأما قوله في آخر كلامه (مما لا يتفق وأسلوبه الحر وكلامه الحكيم في ذلك) فلا يخفى ان معرفة الأساليب إنما تكون لأهل الذوق والخبرة التامة بعلمي المعاني والبيان والأنس الكامل بذلك الكلام وليس كل من اشتغل بنحو وصرف حتى تمكن من تقويم لسانه يكون من أهل الذوق وممن يصلح لانتقاد الكلام والتمييز بين أساليبه قال ابن أبي الحديد في شرحه (ص 235 ج 2) إن أهل الذوق الذين اشتغلوا بعلم البيان وراضوا أنفسهم بالرسائل والخطب والكتابة والشعر وصارت لهم بذلك دربة وملكة تامة فإلى أولئك ينبغي أن ترجع في معرفة الكلام ان كنت عادماً لذلك من نفسك، ولعل هذا الكاتب من هؤلاء وممن مارس كلام أمير المؤمنين وانس به حتى صار عارفاً بأساليبه ومقتدراً على معرفة ما يوافق أسلوبه الحر وما لا يوافقه.

فجر الإسلام ونهج البلاغة

جاء في كتاب فجر الإسلام وهو كتاب لا يخلو من تخرص وظنون وحدس وتخمين ما نصه في ص 178 ونسبوا إليه (يعني إلى أمير المؤمنين) ما في نهج البلاغة وهو يشتمل على كثير من الخطب والأدعية والكتب والمواعظ والحكم وقد شك في مجموعها النقاد قديما وحديثا كالصفدي وهوار واستوجب هذا الشك أمور ما في بعضه من سجع منمق وصناعة لفظية لا تعرف لذلك العصر كقوله: (اكرم عشيرتك فانهم جناحك الذي به تطير واصلك الذي إليه تصير) وما فيه من تعبيرات إنما حدثت بعد أن نقلت الفلسفة اليونانية إلى العربية وبعد أن دونت العلوم كقوله (الاستغفار على ستة معان والإيمان على أربعة دعائم) وكالذي فيه وصف الدار وتحديده بحدود هي أشبه بحدود الموثقين كقوله: (وتجمع هذه الدار حدود أربعة الحد الأول ينتهي إلى دواعي الآفات الخ) هذا إلى ما فيه من معان دقيقة منمقة على أسلوب لم يعرف إلا في العصر العباسي كما ترى في وصف الطاووس. انتهى ما له دخل من كلامه في المقام وظاهره الشك في نسبة كلام النهج إلى أمير المؤمنين بل لعل الظاهر منه بعد إمعان النظر فيه الجزم بالعدم وعلى أي حال فاللازم البحث والنظر في كلماته، أما قوله وقد شك في مجموعها النقاد ففيه ان هذا غير ضائر بعد ان تيقنه‌

نام کتاب : مدارك نهج البلاغة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست