responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارك نهج البلاغة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 2

العلم الذي تتقاعس عنه فلاسفة الإسلام، وتتقاصرُ د ونه جهابذةُ العلماء، فإذا فحص البصير وجاسً خلال الديار وجدًهُ لم يد رُس إلّا في مدرسة النبوّة، ولم يتخرّج إلّا من معهد الرسالة، ولم يتربًّ في غير حجرها، ولم يرتضع إلّا من صفو دً رّها، فهو يًردُ ذلك البحر المُستمدّ من العلوم الإلهيّة والمعارف الربّانيّة، ويمتح من ذلك اليمّ الزاخر بالحكم والآداب الحقيقيّة، وإنّهُ (ص)، أستاذه الفرد، ومد رّسهُ الوحيد، وهو مربّيه ومؤدّبه ومثقّفه ومهذبة.

فهذا السنا الوضّاح من ذلك السنا وهذا الشذى الفيّاح من ذلك الوادي‌

فلا غروً إن كان مظهراً للعجائب، ومنبعاً للفضائل والمعارف، وقطباً للعبادة والزهادة، وهو مع تلك العبادة وذلك الزهد والورًع ودماثة الخلق ولين الجانب تراه في ميدان الكفاح وساحة النزال ذلك الفارس الضرغام الذي لا يرهبه العديد، ولا يزعجه الوئيد، يخوض غمرات الحروب وينغمس فيها، ثم يعود وحسامهُ يقطر مهجاً، وصارمه ينطف دماً.

كأنّ لعزرائيل قد قال سيفه لك السلم موفوراً ويوم الكفالي (ورد هكذا).

ألا وإنّ من أنكرً نسبة هذا الكتاب إليه حسداً وعناداً فهو كمن أنكرً أكبر معجزة لهذا الدين، وجحدً أعظم آية من آيات ربّ العالمين، فما ذاكً إلّا لعمى في قلبه، وسوء في رأيه، وقلّة معرفة بشأن الإمام، وعدم إحاطة بذاته القدسيّة:

هاموا هيامي فيه لو أنّهمُ قد عرفوا معناهُ عرفاني‌

وقد تمسّكً أولئكً المُنكرون لهذا الرأي الواهي، والزعم الكاسد بأمور ستُتلى عليكً وتَعرف ما فيها من الخلل والزلل إن شاءَ الله تعالى.

الشيعة ومعتقدهم في نهج البلاغة ومؤلفه‌

إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلاف طرقهم، متفقون متسالمون على إن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين (ع) اعتماداً على رواية الشريف ودرايته ووثاقته، والجميع على اختلاف العصور وتعدد القرون لم يختلجهم في أمره ريب ولا اعتراهم في شأنه شك، ولم يخامرهم ظن أو وهم في إن فيه وضعاً أو به تدليساً،

نام کتاب : مدارك نهج البلاغة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست