responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بين النجف و الأزهر نویسنده : الكفائي، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 30

واما السؤال السابع فقولكم في الجواب عنه ان العلم سبب للندم. ان اردتم بانه هو العلة التامة فهو غير صحيح لانه لو كان كذلك لندم ابليس على عمله ولندم أولئك الذين اخبر الله عنهم في كتابه المجيد بقوله [و جَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ‌].

وان اردتم به المقتضي فالقدرة على المقتضي لا توجب القدرة على المقتضي وانما القدرة على العلة تستدعي القدرة على معلولها.

وأما السؤال الثامن فيتلخص الجواب عنه بان المعرفة على قسمين: احدهما المعرفة التي تملك على الإنسان وجدانه وتنقاد بها جوارحه. والثاني المعرفة التي لا تكون بهذه الصفة. وان القسم الأول هو الداخل في حقيقة التوبة. وكأن فضيلة شيخ الازهر سلك في هذا التقسيم مسلك العرفاء حيث قسموا المعرفة على ثلاثة أقسام:-

الأول: هو معرفة الشي‌ء بلوازمه واثاره وسموها بعلم اليقين وهي التي تكون مقتضية للعمل وتحصل للعاصي وغيره.

والثاني: هو مشاهدة المطلوب بعين البصيرة و الباطن وهو أقوى في الوضوح و الجلاء من المشاهدة بالبصر وهو المسمى بعين اليقين وتحصل بالرياضة النفسية و التصفية وحصول التجرد التام للنفس أو بالعناية الربانية و اللطف الالهي.

الثالث: هو ان يحصل وحدة معنوية وربط حقيقي بين العالم والمعلوم بحيث يندك أحدهما بالاخر وينفى فيه وهو المسمى بحق اليقين وبهذين القسمين تتفاوت درجات الاولياء والانبياء والصديقين. ومن المعلوم ان المعرفة التي تملك على الإنسان وجدانه وتنقاد اليها نفسه هي المعرفة بالقسمين الاخيرين وعلى هذا فلا يمكن اعتبارها في متعلق التوبة لانها غير مستطاعة لكل أحد كيف وحصولها يكون اما بالمجاهدة التامة وتصقيل النفس وتصفيتها ليحصل لها التجرد التام حتى ترتسم بها الحقائق جلية وضاءة وهذا امر لا يكاد يتيسر لعامة الناس و لا تطيقه أغلب النفوس. وأما بالعناية الالهية و اللطف الرحماني فتنكشف لديه خفايا الأمور وتتجلى عنده حقائق الاشياء وهذا امر ليس تحت طاقة الإنسان وقدرته وانما يكون لمن شمله ذلك اللطف الالهي‌

نام کتاب : بين النجف و الأزهر نویسنده : الكفائي، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست