responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 93

فأعطاه الدينار فأبى وقال: ليس آخذ شيئاً، فقلت له: ولِمَ؟ فقال: أنت أسير وليس من المروءة أن آخذ منك شيئاً، فقلت: كمل الظرف في هذا)[1]. وقد ذُمَّ أهل بعض البلدان بفقدان المروءة بقول الشاعر فيهم‌[2]:

كفى حزناً أن المروءة عطلت‌

وأن ذوي الألباب في الناس ضيّعوإن ملوكاً ليس يحظى لديهممن الناس إلَّا من يغني ويصفعإن انخراط أغلبية المجتمع في حرف دنيئة دليل على ملابسته لسفاسف الأمور وانحطاط المروءة فيه‌[3]، وقد استعملت السلطة البائدة سياسة عنصرية واضحة لإذلال طائفة الشيعة باستخدامهم في مهن دنيئة من أجل تذويب مروءتهم وإلغائها كالمنظفين والفراشين وعمال الخدمات وغيرهم، بينما ذكر أصحاب المروءة بأن الحرفة والصنعة دليل على مروءة صاحبها، قال الأحنف: (المروءة العفة والحرفة، تعف عمّا حرم الله، وتحترف فيما أحل الله)[4]. نعم، قد يكون صاحب الحرفة الدنيئة أنقى من ذي منصب ووجاهة[5]، كما أن المجتمع يكون متدنياً أخلاقياً وتهدم مروءته فيما إذا فشى فيه الغناء مثلًا، فقد ورد عن يزيد بن الوليد الناقل نصيحته لبني أمية بقوله: (إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة، وأنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر فإن كنتم لابد فاعلين فجنبوه النساء فإن الغناء داعية الزنا). وقد وصف المجتمع بالسوء والابتلاء فيما إذا كان ليس فيه آداب الإسلام ولا أخلاق الجاهلية ولا أحلام ذوي المروءة[6].


[1] تاريخ بغداد: 1/ 73

[2] تاريخ بغداد: 5/ 345، تذكرة الحفاظ: 3/ 930

[3] فتح المعين: 3/ 377

[4] شرح نهج البلاغة: 18/ 129.

[5] حاشية رد المحتار: 6/ 19

[6] حلية الأولياء: 10/ 349.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست