responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 90

ثالثاً: اختلاف المروءة بحسب الأزمنة:

أمّا اختلاف المروءة بحسب الأزمنة فمثاله سياقة طالب الحوزة العلمية لسيارته الخاصة فقد كانت سابقاً مُنافيةً للمروءة وَأمّا في زماننا فقد أصبحت أمراً اعتيادياً عرفياً بخلاف سياقته لسيارة الأجرة.

وقد جَعل الفقهاء مراعاة زي الزمان من المروءة فأجازوا لبس الثياب المصبغة بكل لون إلَّا أنهم لم يحبذوا لبس ما كان مشبعاً بالحمرة ولا لبس الأحمر مطلقاً فوق الثياب لكونه ليس من لبس أهل المروءة في زمانهم ما لم يكن إثماً وفي مخالفته الزي ضرب من الشهرة[1]. وقد ظنَّ بعض ضعاف النفوس من أبواق المعممين بأن تكبير العمائم وتطويلهم اللحى وتوسيع الأكمام دليل على علمية ومروءة أولئك الأشخاص، أعاذنا الله من هيئات الخُشُبِ المُسَنَّدة.

وذكر قسم من الفقهاء إن من يكثر النظر إلى عورته ليس من المروءة[2]، وكيف- مع الأسف- وقد أصبح في زماننا من لم يهتم بستر عورته أمام الناس ولا يبالي بكشفها في بعض الأماكن مثل السباحة في الأنهار.

وكان الاتكاء على الطليسان في المسجد والأماكن العامة والجلوس فيهما من فعل الأشراف وأهل المروءة، بينما أصبح الجلوس في الطرقات العامة مما يذهب المروءة في وقتنا الحاضر.

لا تستهجن السنن وإن هجرها العامة

المروءة لا تخالف راجحاً شرعاً

إن المروءة من اللوازم الإنسانية وهي من الهداية الفطرية التي فطر الله الناس عليها، وضابط المروءة أن لا تخالف راجحاً شرعياً وإن هجرها العامة.


[1] تحفة الأحوذي: 5/ 321، فتح الباري: 10/ 259

[2] مواهب الجليل: 2/ 193.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست