responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 81

المقدمة

حمداً أبدياً للخالق المتعال الجاعل على الأعراف رجالًا يعرفون كلًا بسيماهم، وشكراً لمن ميز الأشرار عن الأخيار، وصلواته المتواصلة على الصادع بالتنزيل السالك بالطبائع سواء السبيل، وعلى آله الطيبين الطاهرين المؤسسين لقاعدة الجرح والتعديل بفعلهم الذي بلا بديل وقولهم الذي بلا عديل.

وبعد:

فلما كانت المروءة هي أفضل الدين، سميت بحثي هذا أفضل الدين وذلك لبيان أن الشريعة المقدسة قد لاحظت العرف وأقرّت الاستقامة العرفية التي أمر الشارع الأخذ بها، و إن المروءة متعلقة بالهداية الفطرية النقية من الكدورات، ومما دعاني لكتابة هذا البحث هو رؤيتي لألسنة الناس وقد لاكت علماء الدين عندما سقطت السلطة الطاغية بسبب بعض المُعَمَّمِين المتزيين بزي علماء الدين، مِمَّنْ قد سلكوا طريقاً يخالف المروءة، ومرقوا عن عرف علماء الدين مما جعل العوام ينتقدونهم وتسقط مروءتهم، فأردتُ بيان المروءة، وكيف تحفظ في أواسط علماء الدين وطلاب الحوزة العلمية؟، وكيف تختلف المروءة حسب عناوين المؤمنين والأماكن والأزمان؟. فالله الله في هذا اللباس والزي والحفاظ على قدسيته وجعله عنواناً لمكارم الأخلاق والمروءة التي هي زينة المؤمنين.

لا شك ولا ريب في أَنَّ ارتكاب خلاف المروءة من قبل أي واحدٍ من المعممين أو المحسوبين على الحوزة العلمية هو هتك لمقام العلماء وإضرار بسمعة الحوزة العلمية، فإن كل تصرف وسلوك وعمل يعتبر عيباً عرفياً يستلزم الغَضَّ من مقام العلماء وانتقاصهم والإضرار بسمعة الحوزة العلمية، ثم إذا كانت المروءة هي أفضل الدين فإن أوْلى مَنْ ينبغي لأن يُراعيها هم المعممون، فإذا كان المعممون لا يرعون المروءة فمن الذي يرعاها!

والذي يستقرئ الكتب الفقهية يرى حرص الفقهاء على مُراعاة المحافظة على المروءة بما يدهش الألباب مراعاة لهذه الخصلة الحميدة حتى أنهم لم‌

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست