responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 425

أهمية الصلاة

إنها نعم الصلة للعبد بخالقه ومكونه، وهي عمود الدين فإنّ ضاعت ضاع الدين كله، وعندما يحاسب العبد فهي أول ما يحاسب عليه فإنّ قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، وبها للصدور المكلومة شفاء، ولنهي النفس الأمّارة بالسوء دواء حيث تنهاها عن المنكر والفحشاء، فيالها من عمل جليل وفعل ذي أثر جميل، تعرج به النفس نحو الملكوت الأعلى، وتستنشق به شذى السعادة المثلى التي يركض لها المتقون، والمنهل الذي يكرع من رحيقه الصالحون حيث يقف المصلي أمام الجلال والجبروت، أمام ربه وخالقه بخضوع وخشوع، ثم يتصور عظمته وعزته وجلاله وجماله ونعمه وآلاءه ويقيسه بسائر الكائنات والموجودات فيقول: (الله أكبر) صرخة في وجه من طغا وتكبر. ثم يستعين به على حمده والشكر على المزيد من رحمته والثناء على سمو قدسيته بقوله: (بسم الله الرحمن الرحيم). ثم يتصور ألطافه السابقة وأياديه الواسعة وجلائل نعمه الظاهرة والباطنة فيحمده قائلا: (الحمد لله) واصفا له بأجلى نعوته فيقول: (رب العالمين) ثم يدرك الحنان والرحمة من ذلك المبدأ الفياض عليه وعلى العالمين فيقول: (الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) فهو إليه ترجع السعادة الأبدية والشقاء الخالد، ثم يسوقه الشعور إلى البراءة عمن سواه ممن ألبسه الجهل والغباوة القداسة الإلهية وأنّه هو المحمود بتلك الصفات العظيمة المخصوص بتلك العبادات الجليلة لا ما ينحته الناحتون من الأصنام والأوثان بقوله (إياك نعبد وإياك نستعين) فيستعين بتلك الرحمة المطلقة والسلطان القاهر على كل ما يستطيع له صنعا ولا يقدر عليه أمراً، وكيف يستعين بغيره من مصنوع كيفه الهوى ونحته الخيال؟ وهو جلت عظمته وعلا سلطانه بيده ملكوت السموات والأرض وإليه ترجع الأمور وتنقلب الأحوال، ثم يستجدي ذلك الرب للعالمين الملك ليوم الدين الهداية إلى الصراط الذي يوصل السعادة في الدارين والفوز بالنشأتين ذلك السراط المستقيم صراط الهداية والرشاد بقوله: (إهدنا الصراط المستقيم) فإنّه خير ما يرغب إليه الراغبون ويتطلبه الطالبون، ثم حرصا على الوصول إلى الغاية يخص ذلك الصراط بنعت آخر يوجه طلبه إليه دون ما عداه بقوله: (صراط الذين أنعمت عليهم) وحيث أنّ نعمه شاملة للضال والمهتدي والمغضوب عليه والمرضي عنه خص الذي أنعمت عليهم بقوله: (غير المغضوب عليه ولا الضالين) ثم إذا انتهى به الحديث في الوصف والطلب صعقه ذلك الجلال، وراعته تلك الهيبة انحنى راكعا خاشعا مستشعرا لعظمة لا توصف منزها لها في حمده قائلا: (سبحان ربي العظيم وبحمده) ثم عاد مشتاقا لذلك الجمال والجلال مادا طرفه نحو الرحمة المطلقة مشيرا للعلو في العظمة بالعلو المادي مصرحا بأنّ هذا المحمود لا يضيع عنده حمد الحامدين ولا شكر الشاكرين قائلا: (سمع الله لمن حمده) وإذا امتلأ شعورا من تلك العظمة خر ساجدا لها وهو معترفا بعلو فوق ما أدركه قائلا: (سبحان ربي الأعلى وبحمده) ثم يرفع رأسه مستغفرا مستنيبا تائبا من كل خطيئة قائلا: (استغفر الله ربي وأتوب إليه).

وهكذا يكرر ذلك بمقدار ما يشعر به من عظمته وجلاله ثم يرفع يديه قانتا لله يستنزل ألطافه الربانية ويستدر الرحمة الإلهية في قضاء حوائجه وتيسير أموره، ثم ينهي العمل بحمده الذي لا يمل ويشهد بأنه هو الإله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله الذي هداه لطريق النجاح وعرفه الوسيلة للفلاح منذ أحرم بصلاته فإذا عاد من ذلك الانقطاع وتلك الغيبة حيا نبيه والصالحين من العباد ومن كان لديه بالتسليم ما يحي به القادم من يقدم عليه.

لقد استفدنا هذا الوصف لهذا العمل العبادي الجليل وكم له من فوائد قيمة وآثار طيبة من كتاب الكلم الطيب للمرحوم والدنا سماحة آية الله العظمى الشيخ علي كاشف الغطاء.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست