responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 414

قدسية أرض العرب‌

ارض العرب أفضل بقاع الأرض لأنها ارض زكيه طاهرة فيها مهبط الوحي المبين ورسالات النبيين ومراقد الأنبياء والأئمة الصادقين والأولياء والصالحين وتطلق ارض العرب على الإقليم الذي يسكنه العرب والذي هو شبه جزيرة يحيط بها بحر الأحمر من غربها، وبحر العرب من جنوبها وخليج البصرة أي الخليج العربي من شرقها، وأما من جهة الشمال فاختلفوا في حدها، فقد نقل عن الأصمعي أن جزيرة العرب ما بين عدَن بفتح الدال بلد باليمن إلى ريف العراق في الطول، والعرض من الأبلة وهي ناحية في البصرة إلى جدة.

وروى أبو داود في عون المعبود بأن جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر. وربما قيل إنها من ريف أبي موسى إلى اليمن طولًا ومن رمل تبريز إلى منقطع السماوة عرضاً. وذكر الخليل أن أرض العرب يطلق عليها أيضاً جزيرة العرب لأن البحار ونهر الفرات قد أحاطت بها. ونسبت إلى العرب لأنها أرض العرب ومسكنهم ومعدنهم. وهذا هو مراد تفسيرهم لها.

ولما كانت أرض العرب منبت الإسلام وعرينه وفيها بيت الله ومهبط الوحي، فقد اختصت عن سائر البلاد الإسلامية ببعض الأحكام منها:

الحكم الأول: منع سكنى الكفار أرض العرب‌

روى ابن عباس رضي الله عنه عن النبي (ص): (أنه أوصى بثلاثة أشياء، قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالث). وقال (ص): (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أترك فيها إلَّا مسلماً).

وروي عن أم سلمة رضي الله عنها إنها قالت: إن الرسول (ص) أوصى عند وفاته أن تخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب. وفي خبر دعائم الإسلام ان آخر ما تكلم به النبي (ص) أن قال: (أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب).

واختلف الفقهاء فيما ينطبق عليه هذا الحكم من جزيرة العرب فهنا رأيان:

الرأي الأول: منع أهل الذمة سكنى جزيرة العرب كلها أخذاً بظاهر الأحاديث الشريفة الواردة في ذلك منها ما روي عن النبي (ص): (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلَّا مسلماً). وأيضا ما روي عن الرسول الأكرم (ص): (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان). فلا يمكن لأهل الذمة من السكنى في جزيرة العرب بخلاف أمصار المسلمين التي ليست من جزيرة العرب.

الرأي الثاني: منع أهل الذمة من سكنى ارض الحجاز خاصة وادعي عدم الخلاف في ذلك بل الإجماع، فقد خصت بعض الأخبار جزيرة العرب بالحجاز، ويعني الفقهاء بالحجاز مكة والمدينة واليمامة وخيبر وينبع وفدك ومخاليفها، والمخاليف الكور واحدها مخالف وهي المدينة والصقع. ويسمى حجازاً لأنه حجز بين نجد وتهامة بكسر التاء بلد ما وراء مكة. وأدلتهم ما روي عن النبي (ص) انه قال: (أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب). وما روي عن علي بن جعفر عن أخيه الإمام موسى بن جعفر (ع) قال: (سألته عن اليهودي والنصراني هل يصلح لهم أن يسكنوا في دار الهجرة؟ قال: أمّا أن يلبثوا بها فلا يصلح، وقال: إنْ نزلوا بها نهاراً وخرجوا منها بالليل فلا بأس).

أما الكفار فيمنعون من سكنى جزيرة العرب مهما كانت صفاتهم أو دياناتهم. ولا يمنع أهل الذمة من ركوب بحر الحجاز لأنه سبيل العبور ويمنعون من المقام في سواحله، وكذا إن كانت في بحر الحجاز جزائر وجبال تسكن لأنها من ارض الحجاز؛ بل منع بعض الفقهاء من‌

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست