responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 412

فوائد رمضانية

قال تعالى في محكم كتابه العزيز:

[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ‌

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‌].

وقال تعالى:

[وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ].

1. إن الله اصطفى أشخاصاً معينين وأمكنةً معينة، فاصطفى لقيادة البشر من شاء من الأنبياء والمرسلين [إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ‌] واصطفى من الأمكنة منذ خلق الله الأرض مهابط للوحي ومنها مثابة التقديس والعبادة، وجعل أفئدة من الناس تهوي إليها، وقد اصطفاها الله من سائر الأماكن [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا] و [يَا مُوسَى* إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى‌]. فالأمكنة المصطفاة مثل وادي طوى، والمسجد الحرام ومسجد الكوفة ومسجد الأقصى، واصطفى من الأزمنة منذ خلق الله الليل والنهار تتابع أياماً بعد أيام وأعواماً بعد أعوام وكلها متشابهة متناسقة تطلع شمسها وتغيب، ولكن اصطفى منها أياماً وليالي لنعمه وأفضاله [والفجر وَلَيَالٍ عَشْرٍ] [إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا] [لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ] [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ]، واختار من الأشهر لرحمته شهر رمضان المبارك فهو الشهر الوحيد الذي صرّح بأسمه القرآن الكريم بقوله تعالى: [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‌].

2. شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي أفاض الله فيه أكثر نعمه على عباده، وهي كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‌].

3. يتوحد المسلمون في أوقات العمل والفراغ في شهر رمضان وأوقات الطعام والشراب، ويفرغ عليهم جميعاً صبغة الإنابة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، ويرطب ألسنتهم بالتسبيح والتقديس، وشهر رمضان قد أضل المسلمين ووحد بينهم في مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، ووحد بينهم في شعورهم وسرورهم، وحد بينهم في ليلهم ونهارهم، وفي وقت طعامهم وشرابهم. جعل فقراءهم وأغنيائهم وحكامهم ومحكوميهم ورجالهم ونسائهم في ذلك سواء.

4. فرضت فريضة الصوم في شهر رمضان المبارك التي أنعم الله بها على عباده، والتي جعلها ركناً من أركان دين الإسلام، وعنصراً من عناصر الشخصية الإسلامية، فإن الله سبحانه وتعالى قد رفع شأن شهر رمضان، فرسم بنفسه أسلوب تكريمه ومظهر تعظيمه، فافترض على المسلمين في جميع بقاع الأرض صومه.

5. يخلع المؤمن في شهر رمضان نفسه من حياة مادية مظلمة إلى حياة روحية مضيئة، فيخلع نفسه من هموم الدنيا وأكدارها إلى لذة لا يعتريها ألم وسعادة لا يعرفها شقاء، فيبدأ يومه: باسمك اللهم صمت، ويختم نهاره: باسمك اللهم افطرت، وفيما بين الوقتين يقوم لله قانتاً يركع مسبحاً ويسجد داعياً، مرتلًا وحيه وقرآنه حتى مطلع الفجر إذ إن روح الإنسان في هذا الشهر المبارك متغلبة على ما سواها، قاهرة لشهوات الجسم ومطالبه المادية.

6. يوحي شهر رمضان بعوامل النصر والغلبة، بأن النصر معقود بالصبر والإخلاص والتقوى، ففي هذا الشهر المبارك زعزعت حصون الشرك والضلال والبهتان في غزوة بدر قال تعالى: [وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‌]، كما يوحي هذا الشهر المبارك بالفتح الأعظم الذي عاد به أنصار الله وأولياءه إلى أوطانهم بعد أن أخرجوا منها

7.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست