responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 409

سيف ذو الفقار

للسيف منزلة عظيمة لدى العرب والمسلمين فهو وسام شرف لحامله ووشاح فخر لمتقلّدِهِ وبالسيف يُدْحَرْ الأعداءُ ويٌنْحَرْ الباغون فهو الوسيلة المثلى لصدِّ جحافل الكفر ودَحْرِ فلول الضلال والدفاع عن الأرض والعِرْض والمُثُل العُلْيا يوم كانَ هو السلاحُ الأول في سُوْح الوغى ومُعتَرَك الميادين، وفي المأثور أن الجنة تحت ظلال السيوف، وأحاط المسلمون الاهتمام من حيث صناعته وأحكامه، واعتبر أفضل الهدايا التي تقدم للحكام والأمراء والفرسان، ومدح السيف في الأدب العربي في شعره ونثره وكان له القدح الأعلى، وقد تناول أسماء السيوف وصفاتها، فإذا كان السيف عريضاً فيسمى صفيحة، وإذا كان لطيفاً فهو فقيب، وإذا كان صقيلًا فهو حشيب، وإذا كان فيه حزوز على متنه فهو مفقر، وإذا كان قطاعاً فهو حسام ومفصل وهذام، و إذا كان يمر في العظام فهو مصمم، وإذا كان يصيب المفاصل فهو مطبق، وإذا كان ماضياً في الضريبة فهو رسوب، و إذا كان صارماً لا ينثني فهو صمصامة. والملحوظ أنّ العرب لاحظت أسماء السيوف حسب صورها وأشكالها وأماكن صناعتها، واستعمالها، فمثلا إذا امتهن السيف في قطع الشجر فيسمى المعضد والمصنوع في قرى من أرض العرب تدنو من الريف يسمى المشرفي، والمصنوع في بلاد الهند المهند. ثم إن سيف ذي الفقار أشهر مصاديق السيف، وهو عنوان اشتهر المسلمين وإنْ كانت معرفتنا به تتعلق من حيث نزوله من السماء وإهداءه إلى الإمام علي (ع) من قبل الرسول الأعظم (ص). وفي مقالتنا هذه جمع كل معلومة وردت في سيف ذي الفقار من دون تمحيص.

وإن سبب التسمية سيف ذي الفقار لأنه فيه حزوز مطمئنة على متنه، قال ابن منظور في لسان العرب: وذو الفقار بالفتح والكسر وهو سيف مفقر، إذا كان فيه حز أُثّر فيه فقد فُقَّر. وقال أبو العباس: سمي سيف النبي (ص) ذا الفقار لأنه كانت فيه حفر صغار حسان وقد سئل الإمام الصادق (ع) لِمَ سمي ذو الفقار؟ فقال (ع): (سمي ذو الفقار لأنه ما ضرب به أمير المؤمنين أحداً إلا افتقر في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنة).

واختلفت الآثار المروية في مصدره وأسباب نزوله من السماء وتاريخ نزوله ففي بعض الروايات أن جبريل أنزله يوم معركة بدر أو معركة أحد، وفي بعضها الآخر أن الله أنزله مع أبينا آدم (ع) من الجنة وكان آدم يحارب أعداءه من الجن والشياطين، وكان مكتوباً عليه (لا يزال أنبيائي يحاربون به نبي بعد نبي وصديق بعد صديق حتى يرثه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فيحارب به عن النبي الأمي). فقد ورد في تفسير السدي عن ابن عباس في قوله تعالى: [وأنزلنا الحديد] قال: (أنزل الله آدم من الجنة ومعه سيف ذي الفقار). وقيل: غنمه أمير المؤمنين (ع) بعد قتل العاص بن منبه السهمي وأخذه منه، وقيل: غنمه من منبه بن الحجاج السهمي في غزوة بني المصطلق بعد أن قتله، وقيل: كان من هدايا بلقيس ملكة سبأ إلى نبينا سليمان بن داود (ع)، وقيل: إن الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله (ص) سيفه ذا الفقار ثم صار إلى أمير المؤمنين علي (ع) كما ذكر الزبيدي في تاج العروس، وقيل: إنّه مصنوع من صنم حديد في اليمن بعد كسره واتخاذه لسيف ذي الفقار بأمر جبرائيل إلى نبينا محمد (ص). أما ما ورد عن أهل بيت النبوة فإنّ مصدر سيف ذي الفقار هو نزوله من السماء كما روي عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) قال: سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله (ص) من أين هو؟ قال: (هبط به جبرئيل (ع) من السماء وكانت حليته من فضه وهو عندي). وأما كيفية نزوله من السماء فهو كما ورد في رواية الإمام الصادق (ع): (إن الله تبارك وتعالى أنزل على محمد سيفاً من السماء في غير غمد، وقال له: فقاتل في سبيل الله). ونزوله بلا غمد تحريض على الجهاد، وإشارة إلى أن سيفه ينبغي أن لا يغمد.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست