responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 396

العمائم تيجان العرب‌

العمامة (بالكسر) من لباس الرأس وهو ما يلف عليه، والجمع عمائم وعمام، وعممته: ألبسته العمامة، وحسن العمة أي التعمم، وأرخى عمامته، أمن وترفه لأنّ الرجل إنما يرخي عمامته عند الرخاء قال الشاعر:

ألقى عصاه وأرخى من عمامته‌

وقال: ضيف، فقلت: الشيب؟ قال: أجل‌

وعمم الرجل: سود لأنّ تيجان العرب العمائم فكما قيل في العجم توج من التاج قيل في العرب عمم. قال العجاج:

وفيهم إذا عُمِّمَ المعمم‌

والعرب تقول للرجل إذا سود قد عمم، وكانوا إذا سودوا رجلا عمموه عمامة والعمائم تيجان العرب فالتيجان جمع تاج وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر. وتوجته إذا ألبسته التاج، والمراد أنّ العمائم للعرب بمنزلة التيجان للملوك، وتعتبر العمامة أقدم ألبسة الرأس عند العرب والعراقيين خاصة وهي باقية حتى يومنا أصبحت تراثا موروثا ونظر للرجل الذي يبدو عاري الرأس من العمامة ساقط المروءة، تارك الآداب، وكانوا لا يجيزون خلع العمامة وكشف الرأس إلا في المناسك تعبدا لله جل جلاله. وقد وصفها أبو الأسود الدؤلي بقوله: (جُنَّة في الحرب، ومِكنَّة من الحر، ومدفأة من القر، ووقار في الندي، وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة، وهي تعد عادة من عادات العرب).

والعرب لم يكتفوا بلبسها، بل تعدى الأمر إلى أنْ يستفيدوا منها فربما جعلوها لواء، فإنّ الأحنف بن قيس حين عقد لعبس بن طلق اللواء، إنما نزع عمامته من رأسه فعقدها له، وربما شدوا بالعمائم أوساطهم عند المجهدة وإذا طالت العقبة قال الشاعر:

خليلي شدوا لي بفضل عمامتي‌

على كبد لم يبق إلا صميمها

وكانت العرب تعتبر العمامة لباس عز وفخر ودليل الهيبة والوقار فإذا أراد شخص أنْ يضفي على نفسه الهيبة والوقار وأنْ يتصدر المجالس فإنّه يلجأ إلى الاعتناء بعمامته، قال عنترة العبسي:

وما الفخر إلا أنْ تكون عمامتي‌

مكورة الأطراف بالصارم بالندي‌

وقد حث الإسلام على لبس العمامة، فالعمائم تيجان الملائكة والعرب، وإنّ العرب إذا وضعوها وضع الله عزهم، قال رسول الله (ص): (العمائم تيجان العرب فإذا وضعوا العمائم وضع الله عزهم). وروي عن الإمام الباقر (ع): (كانت على الملائكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر) كما أنّ لبس العمائم تزيد في الحلم، قال الرسول الأعظم (ص): (اعتموا تزدادوا حلما).

ويتأكد استحباب لبس العمامة في أفضل الأوقات وأشرف الأماكن فأفضل الأوقات خصوصا في الصلاة فقد روي عن الرسول الكريم (ص): (ركعتان بعمامة أفضل من أربعة بغير عمامة) وإنّ لبسها من مظان إجابة الدعاء، ففي المأثور عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (إني لا أعجب ممن يأخذ في حاجة وهو معتم تحت حنكه كيف لا تقضي حاجته).

كما أنّ لبس العمامة في السفر يدفع البلاء، فعن الصادق (ع): (ضمنت لمن خرج من بيته معتما بأنْ يرجع إليه سالما) وعن الإمام الكاظم (ع): (أنا ضامن ثلاثاً لمن خرج معتما تحت حنكه يريد سفراً أنْ لا يصيبه السرق والحرق والغرق) ومن هنا نتبين أهمية التحنيك،

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست