responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 345

مقدمة

الحمد لله الذي أمرنا بالاعتصام بحبله المتين، ونهانا عن النَزّاع والفرقة في محكم كتابه المبين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين وأصحابه الميامين.

وبعد:

إنّ منهج الوفاق والوحدة بين المسلمين هو من الأهداف الكبرى للإسلام قال الله تعالى [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا][1].

إن في المسلمين اليوم أمَسَّ الحاجة إلى جمع الكلمة، وتوحيد الرأي، والتأليف بين فرقهم وطوائفهم، والكف عن نشر ما يوجب التفريق والتحزب بلا فائدة ترجى ولا إصلاح يرتقب لما تمر به الأمة العربية والإسلامية من ظرفٍ عصيب حيث أن العدوان عليها من كل جهة ومكان وبكل أساليبه الوحشية من العدوان العسكري والحصار الاقتصادي والغزو الفكري باسم العولمة، ولقد علم الكل أنه مرت قرون وقرون والفرق الإسلامية وطوائفها في جدال وخصام ورد وانتقاد واحتجاج واستدلال وشتم وسباب حتى ملئت الدفاتر وكادت تفنى المحابر، ولم يزد ذلك إلا تعصب كل فرقة لمذهبها، وتصلب كل طائفة لمبدئها، وحرص كل فئة على مقالتها، ولم يقتنع طرف منهم بما جاء به الآخر من برهان ساطع أو حجة بينة، فكان الأجدر والأولى بعد الوقوف على ذلك كف بساط القدح والانتقاد والتعرض لما يثير الاحقاد ويورث العناد ويُوْرِي زِناد الفِتْنَة ويوقِدُ أُوارَ المحنة. وفي هذا الوقت العصيب المنذر بالمصير الرهيب ولما يحيط بنا من التحديات علينا أن نستذكر أننا مسلمون ديننا واحد وربنا واحد وكتابنا واحد ورسولنا واحد وأهدافنا في الحياة واحدة، وأعداؤنا هم أعداء لنا


[1] سورة آل عمران/ 103.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست