responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 275

دون قيد أو شرط، فالصراط المستقيم غايته موصلة إلى مليك مقتدر أي القرب الإلهي، بينما السبيل طريق موصل غايته إلى السعادة الأبدية هي الدخول إلى الجنة بقيد وشرط وجود صفات الصراط المستقيم فيه.

الفرق بين الصراط والسبيل في القرآن الكريم:

1- إن القرآن الكريم أفرد الصراط المستقيم بخلاف السبيل، فقد ورد بالجمع والمفرد، فالصراط واحد والسبيل متعدد. وإن صيرورة الصراط المستقيم واحد لأن الإنسان متحرك وسائر إلى الله تعالى، والحركة فيها مبدأ ومنتهى، وأقرب الطرق بين المبدأ والمنتهى هو الخط المستقيم وهو الصراط المستقيم وهو أقرب الطرق إلى الله تعالى، وأقرب الطرق لا يتعدد بل هو طريق واحد فلم ينسب الله سبحانه وتعالى لنفسه أزيد من صراط واحد. بينما السبل متعددة وليست هي أقرب الطرق إلى الله تعالى.

2- إن الله سبحانه وتعالى لم ينسب الصراط المستقيم إلى غيره إلَّا في هذه الآية الكريمة [صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‌] وهذا الاستثناء على نحو التخصيص أو التخصص، فالاستثناء هنا ليس متصل، كما ليس هنا صراطان صراط الله وصراط الذين أنعمت عليهم، بل هو صراط واحد لكن هنا لبيان المتعلق أي صراط الله هو صراط الذين أنعمت عليهم.

بينما عدَّ الله سبحانه وتعالى لنفسه سبلًا كثيرة فقال عزَّ من قائل: [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا][1]، كما نسب السبيل إلى غيره من خلقه، فقال تعالى: [قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ][2]، وقال تعالى: [سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَ‌][3]، وقال تعالى: [سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ‌][4].


[1] سورة العنكبوت/ آية: 69

[2] سورة يوسف/ آية: 108

[3] سورة لقمان/ آية: 15

[4] سورة النساء/ آية: 114.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست