نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس جلد : 1 صفحه : 267
ومميزاته والفرق بينه وبين السبيل والحاجة إليه، ثم أوضحت خصائص
أصحاب الصراط المستقيم والانحراف عن الصراط المستقيم. وفي ختام بحثي تكلمت عن
مصاديق الصراط المستقيم.
أسأل الله تعالى أن يكون هذا العمل ذخراً لي في يوم لا ينفع فيه مالٌ
ولا بنون أنه ولي التوفيق.
تعريف الصراط لغة:
هو الطريق المستقيم. والصاد فيه منقلبة عن السين وقُلبتْ صاداً لأجل
الطاء وهي اللغة الفصحى لغة قريش، ويجمع في الكثرة على صرط ككتاب وكتب وفي القلة
قياسه أصرط. فالسراط بالسين الجادة من سرط الشيء إذا ابتلعه لأنه يسرط المارة إذ
سلكوه مأخوذ من سرطت سرطاً إذا بلعت بلعاً، وسرط الطعام إذا ابتلعته، وكأنه يبلع
سالكيه فلا يدعهم يخرجوا عنه، ولا يدفعهم عن بطنه. ويستوي فيه المذكر والمؤنث
كالطريق والسبيل. قال الجوهري: الصراط والسراط والزراط: الطريق[1]،
وهو ما يتوصّل به بالسير إلى المقصود. وقد يكون غير حسي فيقال: الاحتياط طريق
النجاة، وإطاعة الله طريق الجنة. وإطلاقه على الطريق غير الحسي، إما لعموم المعنى
اللغوي وإما من باب التشبيه والاستعارة.
تعريف السبيل لغة:
السبيل: الطريق الذي فيه سهولة، يذكر ويؤنث
والتأنيث فيها أغلب، وجمعه سبل، قال الله تعالى: [وَأَنْهَارًا
وَسُبُلًا][2]، وقال
تعالى: [لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ][3] يعني به طريق الحق. لأن اسم الجنس
إذا أطلق يختص بما هو الحق وعلى ذلك قوله تعالى: [ثُمَّ
السَّبِيلَ يَسَّرَهُ][4]
وفي النزيل العزيز كل سبيل أريد به الله عزَّ وجل وهو برُّ فهو داخل في سبيل الله.