أحدهما إجازة اجتهاد و هي شهادة من المجتهد
في حق شخص بأنه بلغ مرتبة الاجتهاد و يثبت بها اجتهاده مع تعددها و جمعها لشرائط
الشهادة.
ثانيها إجازة رواية و هو ان يجيز شخص لآخر ان يروي عنه ما في الكتاب
الفلاني من الأخبار و الفتاوي و المطالب و هي تنفع في ثبوت سلامة ما في ذلك الكتاب
من الخطأ و الغلط في نسخه و صحة رواية صاحب الكتاب عن غيره فقط لا صحة سند
الرواية. و قد يوصف الشخص بكونه شيخ إجازة و بكونه شيخ رواية و فرق بينهما بأن
الأول هو الذي ليس له كتاب يروى و لا رواية تنقل عنه بل هو يجيز رواية كتاب غيره و
يذكر في سند الرواية لمجرد اتصال السند و الثاني هو من تؤخذ الروايات منه أو من
كتاب له في الروايات.
المطلب الخامس و العشرون: البزة للفقهاء
لم يكن لفقهاء الإسلام لباس مخصوص يمتازون به عما عداهم حتى إذا جاء عصر
هارون الرشيد و كانت حاجة الناس لمعرفتهم في فهم الأحكام الشرعية تقتضي تميّزهم
عما عداهم. لبس الفقهاء على رءوسهم لباساً خاصاً يميّزهم عن عامة الناس و المروي
عن ابن خلكان ان الفقهاء و القضاة كانوا يلبسون عمامة سوداء بشكل خاص مبطنة و
طيلسان اسود و أول من غير لباس العلماء و ميزهم في لباسهم عما عداهم أبو يوسف قاضي
الرشيد. و في النجف الأشرف البزة المميزة لطلاب العلوم الدينيين و للفقهاء
الروحانية هي العمة السوداء لمن ينحدر من السلالة الهاشمية و البيضاء لغيرهم و
يلبس الجميع العباءة و يلبسون تحتها في الشتاء ما يسمى (بالزبون) و في الصيف ما
يسمى (بالصاية) و الأغلب لبس الجبة تحت العباءة.
المطلب السادس و العشرون في الدراسة الفقهية
مكان الدراسة
ترتبط الدراسة الدينية ارتباطا وثيقاً من حيث المكان عند الشيعة بمحل
زعيمهم الديني. و عند السنة أيام الخلافة و قوتها بالبلد التي اتخذت عاصمة لها. و
بحسب الزمان حسب ظروف التشجيع لها من ولاة الأمور و أصحاب السطوة و السلطة أو من
سراة الشعب و أفذاذه.
منهاج الدراسة
و أما منهاجها فهو يستمد من العقيدة فان اثر العقيدة يتجلى بوضوح في
تشكيل مناهج الدراسة و اختلافها و قد اتسمت هذه الدراسة الدينية بمرونتها في
أساليب التحصيل و التعليم من دون تفرقة بين الشعوب و الطبقات و القوميات مما أوجب
ازدهارها و انتشار ثقافتها و قد انجبت علماء أعلاما لا في الفقه فقط بل في علوم
شتى و فنون كثيرة ازدهرت بهم دنيا الإسلام و نهل العالم الانساني أجمع من معين
معارفهم و تغذى ثقافة من ثمرات تفكيرهم و ارتوى معرفة من نمير صوب خواطرهم. بيد إن
اعتراف المجتمع العلمي و الأفق الثقافي بفضيلة خريجها هو الشهادة التي يسمو بها و
تعيّن منزلته العلمية و يحرز بها قصب السبق و قد أخذت