[المدخل‌]

بسم الله الرحمن الرحيم‌

الحمد لله الذي أجاز لنا الحديث عن نعمته، والإخبار عن جزيل عطيته، وهدانا إلى صحاح براهين علمه وقدرته وحسان أدلة عدله وحكمته، والصلاة والسلام على أشرف البريات وخير الرواة عن ربِّ السماوات محمد وآله الهداة الناشرين أحاديث لطفه، وأخبار شريعته، ثم الرحمة والرضوان على أتباعهم من العلماء الذين زيّن بهم سماء العلم كما زيّن السماء الدنيا بزينة الكواكب، ورمى شياطين الغي من شهب أفكارهم بكل شهاب ثاقب، وحمى ثغور قلوب أهل الإيمان بالماضيَين القلم واللسان فقام في كل عصر منهم رجال أزاحوا بأنوار أفكارهم ظلمة الجهالة والغواية وسهلّوا للناس طريق الرواية والدراية وشيّدوا من العلوم معالمها وأحيوا مراسمها وأوضحوا مداركها وأضاءوا مسالكها وحفظوا ودائع الأنبياء وآثار الأوصياء عن الضعف والانقطاع والدس والابتداع ونفوا عنها تحريف العادين وانتحال المبطلين، يقوم بأمرها جيل بعد جيل ويتوارثها قبيل عن قبيل. فكانت على مرّ الأعصار عادة الأبرار من العلماء الأخيار إجازة الخواص بكل ما صحّت لهم روايته لعلمهم أن المُجاز له يصير بها راوياً متصل الإسناد بالراوي له عنه وبدونها لا يصير راوياً وإن صحّ الكتاب مثلًا إلى مؤلفه بدون الإجازة بالضرورة لكن صحة إسناد ذ 2 لك إلى مصنفٍ لا يلزم منه أن يكون المسند إليه راوياً له عنه حيث لم يحدثه به لفظاً ولا معناً بل لا خلاف بينهم في منع الرواية (بالوجادة)، فلا يصح أن يقول روينا وأخبرنا أو حدثنا بمجرد الوجادة بدون أحد طرق التحمل فلا