من الإسلام ورسول الله (ص) فلم يعطهم أبو عمار وأمه فقتلا،
وكانا أول شهيدين في الإسلام وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه، فأخبر سبحانه
بذلك رسول الله فقال قوم كفر عمار، وقال رسول الله (ص): (إن عمار مليء إيمانا من
قرنه إلى قدمه واختلط الأيمان بلحمه ودمه، ثم جاء عمار إلى رسول الله (ص) وهو
يبكي، فقال: ما ورائك فقال: شر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك وذكرت ألهتهم
بخير، فجعل رسول الله يمسح عينيه ويقول إن عادوا لك فعد لهم بما قلت). فالآية دالة
على جواز التقية بإظهار كلمة الكفر من دون قصد عند الضرورة.
هذه الآية وما بعدها تحكي عن قصة مؤمن آل فرعون واحتجاجه على قومه
نقلها القرآن بلسان القبول والرضا، فهي دالة على جواز كتمان الأيمان عند الخوف على
النفس ومثله. ولا شك ان كتمان الإيمان لا يمكن عادة بمجرد الإظهار عن مكنون القلب
بل لا يخلو عن إظهار خلافه، لاسيما إذا كان ذلك مدة طويلة كما هو ظاهر حال مؤمن من
آل فرعون. فكتمان إيمانه لا يتيسر إلا بالاشتراك معهم في بعض أعمالهم وترك بعض
وظائف المؤمن الخاصة به. فالآية دليل على جواز التقية.
الأحاديث الشريفة:
لا شك في تواتر الأخبار الدالة على جواز التقية وهي على طوائف:
الطائفة الأولى:
ما تدل على ان التقية ترس المؤمن وحرزه وجنته، وقد ورد روايات عديدة
منها: