responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلم الطيب نویسنده : كاشف الغطاء، علي    جلد : 1  صفحه : 6

آداب الصائم‌

في الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال لجابر بن عبد الله (يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعفا بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من الذنوب كخروجه من الشهر) فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث فقال رسول الله (ص): (يا جابر ما أشد هذه الشروط) وفي الأخبار عن الأئمة الأطهار (ع) (إذا صمت فليصم لسانك وسمعك وبصرك من الحرام والقبيحُ، ودع المراء وأذى الجار، وليكن عليك وقار الصائم من دون تنازع ولا تحاسد، ولا يكون يوم صومك كيوم فطرك، وإن رسول الله (ص) سمع امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (ص) بطعام فقال لها: كلي فقالت إني صائمة فقال كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إن الصوم ليس من الطعام والشراب).

وأن رسول الله (ص) قال: (ما من عبد صائم يشتم فيقول سلام عليك لا أشتمك كما شتمتني‌ إلّا قال الرب تبارك وتعالى‌ استجار عبدي بالصوم من شر عبدي قد آجرته من النار)، وإن من صام شهر رمضان في إنصات وسكون وكف سمعه وبصره ولسانه وفرجه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة تقرباً، قربّه الله منه حتى تمس ركبتاه ركبتي إبراهيم خليل الرحمن (ع)، وعن أبي عبد الله (ع) أنه قال: (إذا صام أحدكم الثلاثة الأيام في الشهر فلا يجادلن أحدا ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف والإيمان بالله فإن جهل عليه فليتحمله) وأنه قال (ع): (يكره رواية الشعر للصائم والمحرم وفي الحرم وفي يوم الجمعة وأن يروى بالليل وإن كان شعر حق).

فوائد ومنافع الصوم‌

شهر رمضان الذي عظمه الله (عز و جل) بفتح أبواب الرحمة فيه وإفاضة البركة والمغفرة على عباده في أيامه ولياليه. فعن الرسول (ص) (أن شهر رمضان عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام وساعاته أفضل الساعات وأن أنفاس العباد فيه تسبيح والنوم فيه عبادة والعمل فيه مقبول والدعاء فيه مستجاب) وعنه (ص): (أن الصيام ليس عن الطعام والشراب وحدهما فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم عما حرم الله).

وأن للصوم فوائد عظمى ومنافع كبرى تتطلع لها النفوس وتتطلبها العقول وتسموا بها الهمم الروحية والبدنية.

أما الروحية فإن الصائم بخلو بطنه يصفى سره ويشرق نوره ويزول عن قلبه الرين، وتنكشف عن بصيرته الحجب، وتنقشع عن نفسه سحب الضلال، ويصبح لروحه السيطرة على هواه، ولسلطان العقل الهيمنة على شهواته ومبتغاه. وأما البدنية وهي صحة الجسم، فقد دلت التجارب أن من يكون جامعا لشرائط الصوم أبعِدَ عن الكثير من الأمراض التي تذهب بحياة الإنسان في قليل من الأزمان، لأنه أعظم وسيلة لتطهير الجسم من زيادة السموم الضارة له وتنظيفه من الشحوم المتكدسة عليه وإراحة الجهاز الهضمي، إذ يعطيه الفرصة لإكمال عملية الهضم وإراحة أعضاء الإفرازات بتعطيلها عن عملية الإفراز.

هذه هي منافع الصوم وثمراته الطيبة، فهو فرض الله تم وجوبه على العباد في أفضل شهور السنة وأعظمها، وقد روي بطريق موثوق معتبر أن رسول الله (ص) دعا للمسلمين فيه فقال: (اللهم أدخل على أهل القبور السرور، اللهم أغن كل فقير، اللهم أشبع كل جائع، اللهم أكس كل عريان، اللهم اقضِ دين كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم اشف كل مريض، اللهم سد فقرنا بغناك، اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك، اللهم أقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر إنك على كل شي‌ء قدير).

ومن أحسن الأعمال الخيرية فيه هو أن يعدل الإنسان في قضاياه، ولا يتجاوز الحد في أعماله وأفعاله، ولا يعطي المجال لرغباته ونواياه، ويؤثر الإنصاف في الاختلاف والخلاف، ويعمل الخير وإن أرهقه عسره ويحل مشاكله بنحو العطف واللطف لا بالقطيعة والشر، وأن من خير الخير أن لا يجعل هواه رباً له ومعبوداً إياه فيكون الُموبّخ من ربه بقوله تعالى: [افأَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ‌] فإن الهوى شريك الجهل والعمى بل هو أسوء منهما في وقوع متطلباته في البغي والضلال والظلم والعدوان، وما يتبعهما من سوء المنقلب الذي صدع به القرآن المجيد بقوله تعالى: [فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا].

وقد أوجب الله بعد إكماله صدقة الفطرة، وجعلها جبراً لكل نقصان وعرضاً للصيام ومحواً لكل عصيان تخلل شهر رمضان. حسب ما روي عن النبي (ص) من قوله: (صدقة الفطر طهر للصائم) بل المعروف في ألسنة الفقهاء أن الصوم يبقى معلقاً بين السماء والأرض يطرق أبواب الجنان فلا يقبل إلا بزكاة الفطر.

خطبة في ليلة الإفطار من شهر رمضان المبارك‌

نام کتاب : الكلم الطيب نویسنده : كاشف الغطاء، علي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست