responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلم الطيب نویسنده : كاشف الغطاء، علي    جلد : 1  صفحه : 13

كلمة في أهمية الزكاة وفضلها

الزكاة إحدى الدعائم الخمس للديانة الإسلامية وقد قرنها الله بالصلاة في كتابه العزيز، بما يبلغ اثنين وثلاثين آية. وهذا ما يدل على شدة طلبها وتأكد وجوبها، وهي أحسن حل للمعركة الدائرة بين الغنى والفقر. وكيف لا يخمد تشريع الزكاة لهب هذه الحرب الضروس وبها تجعل الغني على الفقير يد الطول والإحسان، وتخلق في الفقير نحو الغنى نفسية الشكر والامتنان، وعند ذا تتبادل بينهما لطائف العطف وروائع الحنان ويصبحان في جو مشبع بروح التعاون والأخوة، هذا يرعى ذاك بفضل بره وذاك يرعى هذا لجميل صنعه وطيب معروفه، فيتبدل الموقف إلى أحسنه وأطيبه. فبينما الفقير يتلمظ للوثبة على الغني، وإذا به يرجو الخير له ويدعو الله أن يوسع عليه ويكفي في فضلها ما حكي عن وصية أمير المؤمنين (ع) إنه قال: (الله الله في الزكاة فإنها تطفي غضب الرب) [1].

وعن أبي عبد الله (ع): (حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة، وما تلف مال في بَرٍّ أو بحر إلا بمنع الزكاة) [2] وفي الحديث عن رسول الله (ص): (لا تزال أمتي بخير ما لم يتخاونوا ويؤدوا الأمانة ويأتوا الزكاة وإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين) [3].

وعن أبي الحسن الرضا (ع): (إن الله أمر بثلاثة مقرونة بها ثلاثة أخرى: أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلى ولم يزكِ لم تقبل منه صلاته. وأمر بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله تعالى. وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتقِ الله تعالى) [4]. ويدل على فضلها مضافاً إلى ذلك ما ورد في فضل الصدقة فإن الزكاة من أجلى أفرادها وقد ورد (أن الصدقة باليد تنفي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعاً من البلاء) [5] وفي الخبر (أن صدقة الليل تطفي غضب الرب وتمحو الذنب العظيم وتهون الحساب وصدقة النهار تنمي المال وتزيد في العمر) [6] وإن الصدقة إذا بكر بها وَقَتْ شر ما ينزل من السماء في ذلك اليوم، وإن الصدقة تزيد في المال، وإنها تقضي الدين وتخلف البركة. وقد تُكَوّنْ البركة وزيادة المال بها لدفعها البلاء والأمراض التي تحرق المال كما تحرق النار الخشب اليابس، لذا كان عطاؤها يولد البركة في المال ويزيد فيه.

عقاب تارك الزكاة

وأما العذاب على تركها فيكفي دليلًا عليه قوله تعالى: [وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ‌] [7] وقوله تعالى: [مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ‌] [8] وقوله تعالى: [أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ‌] [9] وقوله تعالى: [وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُثُمَّ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ‌] [10] وقوله تعالى: [وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] [11].

وفي المحكي عن‌ الكافي‌ في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: (ما من أحد يمنع من زكاة ماله شيئاً إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعباناً من نار مطوقاً في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب) [12] ثم قال (ع): (هو قول الله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة من الزكاة) وفي مضمون هذا الخبر أخبار كثيرة من طرق الخاصة والعامة وفي بعضها (يطوق بحية قرعاء تأكل من دماغه) كما في كتاب الكافي والفقيه عن أيوب بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (مانع الزكاة يطوق بحية قرعاء تأكل من دماغه) [13] وفي الخبر عن رفاعة أنه سمع أبا عبد الله (ع) يقول: (ما فرض الله على هذه الأمة شي‌ء أشد عليهم من الزكاة وفيها تهلك عامتهم) [14].

كلمة في زكاة الفطرة

لقد شرعت زكاة الفطرة على ما أثبته التاريخ في السنة التي فرض فيها صوم شهر رمضان قبل زكاة الأموال، وإن فرضها كان في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان أو في هذا الشهر المبارك قبل العيد بيومين، وتسمى بصدقة الفطرة وزكاة الأبدان، وأوجبها الشرع الشريف عندما يستقبل المسلمون العيد الأغر، يشاطر أهل الغناء والثروة الفقراء والمساكين في البهجة والمسرة ومن سواهم في الحبور والغبطة بعد أن وصل بينهم بعقدة الإخاء والأخوة، وقد ورد في حقها أن تمام الصوم إعطاء الزكاة إشعاراً بأن الصوم لا يزال معلقا بين السماء والأرض ليقرع أبواب الرحمن، فلا يؤذن لهم حتى يختم بالزكاة منه الأيام. وأنه لا ينجو به العبد من العذاب ما لم يعقبه بالصدقة على الفقراء ولا سيما الأرحام والأيتام. وقد جاء في محكم كتابه عز وجل [وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ‌].

وقد بدأ الله في قرآنه المجيد بزكاة الفطرة قبل الصلاة لقوله تعالى [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى‌] إيذانا منه بأن الصلاة لا توجب الفلاح والفوز في الجنان ما لم يزكِ الإنسان ماله.

وإن بالزكاة تقبل الصلاة كما ورد (إن من صلى ولم يزكِ لم تقبل منه الصلاة) وفي الخبر عن الصادق (ص) أنه قال لمتعب: (اذهبِ فأعطِ عن عيالنا الفطرة ولا تدع منهم أحداً فإنك إن تركت إنسانا أثخنت عليه الموت).


[1] قال أمير المؤمنين( ع) في وصيته( الله الله في الزكاة فأنها تطفئ غضب ربكم). بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 96/ ص 20/ رواية 44/ باب 1

[2] ابن المتوكل عن أسعد آبادي عن أحمد بن النظر عن عمرو بن شمر قال سمعت أبا عبد الله( ع)( حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة). بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 96/ ص 20/ رواية 45/ باب 1

[3] بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 75/ ص 172/ رواية 10/ باب 58

[4] عن البرقي عن السيار عن الحارث بن دلهاث عن أبي الحسن الرضا( ع):( إن الله عز وجل أمر بثلاث مقرون بها ثلاث أخرى أمر بالصلاة والزكاة فمن صلى ولم يزكِ لم تقبل منه صلاته وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتقي الله عز وجل). بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 74/ ص 68/ رواية 40/ باب 2

[5] عن أبي عبد الله( ع) قال( الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء)

[6] بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 96/ ص 127/ ح 48/ باب 14.

[7] سورة التوبة، الآية( 34- 35)

[8] سورة المدثر، الآية( 42- 44)

[9] سورة الماعون، الآية( 1- 3)

[10] سورة الحاقة، الآية( 25- 34)

[11] سورة آل عمران، الآية( 180)

[12] علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عن قول الله‌[ سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة] فقال يا محمد ما من أحد يمنع من زكاة ماله شيئا إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعباناً من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب ثم قال هو قول الله‌[ سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة] يعني ما بخلوا به من الزكاة، بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 7/ ص 195/ رواية 65/ باب 8

[13] الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسين بن فضال عن علي بن عقبة عن أسباط بن سالم عن أيوب بن راشد قال سمعت أبا عبدالله( ع) يقول( مانع الزكاة يطوق بحية قرعاء تأكل من دماغه وذلك قول الله تعالى‌[ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]، بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 7/ ص 182/ رواية 28/ باب 8.

[14] وروى بعض الأفاضل من جامع البزنطي عن جميل عن رفاعة عنه( ع) مثله، وروى بهذا الإسناد عنه( ع) أنه قال( ما فرض الله على هذه الأمة شيئا أشد عليهم من الزكاة وفيه تهلك عامتهم). بحار الأنوار/ المحدث محمد باقر المجلسي/ ج 96/ ص 22/ رواية 51/ باب 1.

نام کتاب : الكلم الطيب نویسنده : كاشف الغطاء، علي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست