responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلم الطيب نویسنده : كاشف الغطاء، علي    جلد : 1  صفحه : 11

الزكاة قبل الإسلام‌

قد أثبت التاريخ أن الزكاة من العبادات المالية القديمة في الأديان السابقة، وقد دلت الآيات القرآنية على ذلك. حيث نقل الله تعالى أمره بها لإبراهيم وإسماعيل وإسحاق (ع) وفصلها لهم في سورة الأنبياء بقوله تعالى: [وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ‌] ويذكر الله تعالى وصيته لعيسى (ع) بقوله تعالى حكاية عنه في سورة مريم: [وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا].

ولكن هلَّم وأنظر إلى تشريع الزكاة للمال في الأديان السابقة الإسلام، فالبوذية جعلت على الداخل فيها أن يتنازل عن ماله وعقاره ويحمل جرابه للاستجداء وينضم إلى الجماعة.

واليهودية أباحت أن يعامل اليهود وغير اليهود بالخديعة وسرقة الأموال، وفرضت القرابين على الغني والفقير للعالم الديني وحده حتى أثرى من جراء ذلك الحاخامات.

والمسيحية تروي في أناجيلها- متي ومرقص ولوقا- عن عيسى (ع) أنه قال لشاب أراد اعتناق المسيحية وكان مثريا (بع أملاكك وأعطها للفقراء وتعال اتبعني‌ فإنه يعسر دخول غني ملكوت السماوات‌). وفرضت القرابين للعالم الديني وحده. وبهذا تعرف أن هذه الديانات لم تأت بتشريع لإنفاق المال بنحو يضمن حاجات المجتمع وملكية الفرد لما يكفل عيشه وسعادته بخلاف التشريع لإنفاق المال في الإسلام، فإنه قد ضمن الناحيتين مراعياً في ذلك حاجة المجتمع وتمتع الفرد بماله فجعل للفقير حقاً في مال الغني غير مجحف بالغني للتقارب بينهما ورفع التباغظ عنهما، ويكون المجتمع الذي طالما يتألف منهما يغمره التحابب والتآلف، وهما من أعظم النعم على الإنسان في مدنية عيشه.

الزكاة في الإسلام‌

كانت الزكاة في صدر الإسلام عملًا خيرياً شرعت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة في المدينة المنورة فريضة أسلامية بعد أن شرعت في مكة المكرمة. وكان فرضها الإلزامي في الغلات الأربع والأنعام الثلاثة والنقدين اذا بلغت نصاباً معيناً بشرائط مخصوصة.

وفي الخبر الصحيح عن أبي عبد الله (ع) إنه لما نزلت آية الزكاة [خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ‌] في شهر رمضان أمر رسول الله (ص) مناديه فنادى في الناس (أن الله تبارك وتعالى قد فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة). ثم انه (ص) لم يتعرض لشي‌ء من أموالهم حتى حال عليه الحول من قابل، فصاموا وأفطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين (أيها المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلاتكم‌). ثم أن العطاء إلزامي خص باسم الزكاة وهو أخص من المذكورات أعني الصدقة والبر والإحسان. ثم أخذت المذكورات تحمل على معنى العطاء التبرعي غير الواجب فصارت مباينة لمعنى الزكاة، وبعد تشريع الزكاة اصبحت الدولة الإسلامية لها بيت مال للمسلمين تودع فيه الاموال الذي خزانة حياة الدولة، وتوزيعها يرتبط بنظر ولي المسلمين، وكانت الدولة تأخذ مال نفقاتها منها، ولما ضعفت الدولة الإسلامية وتشتت شملها لم يكن هناك من يلزم بدفعها، وصار دفعها تابع لإرادة الإنسان وإيمانها الإسلامي، إلَّا ما يذكر عن بعض الدول الإسلامية من أنها لا زالت تلزم بدفعها واخذها من رعاياها.

نام کتاب : الكلم الطيب نویسنده : كاشف الغطاء، علي    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست