responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 51

الرابع: أحوال الشيخ جعفر كاشف الغطاء

الرابع من أولاده الأكسير الأكبر، والكبريت الأحمر، والسر المضّمر، شيخ المشايخ، وأستاذ الكل الشيخ جعفر الأكبر. كل فكر قاصر عن إدراك كنه وذاته، وكل طالب خاسر من إحصاء بعض سجاياه وصفاته، فكم استنهضت فارس القريحة في حلية الطروس واستطردت جواد القلم للإقدام على أداء ما يجب من بيان علّو قدره. فاسترجع كل منهما وأحجم، وكم أجريت طرف الفكرة لاقتناص بعض الشوارد الغرر مما استجمعته تلك الحضرة، فاستوقف دون الوصول وكبا، واستعملت سيف البلاغة والبيان للإفصاح عن بعض تلك السجايا الحسان، فتكهم دون الوصول ونبا، فوقفت وقوف العيّ الشحيح، وأنا والحمد لله نجله الفصيح. نعم ومن لي بادراك كنه حجّةٍ من حجج الله وآية من آياته، وخزانة من خزائن علمه أودع فيها خفايا أسراره ومكنوناته، وحمّله ثقل شرائع أنبيائه، فخّف به ناهضاً بأعبائه، حتى رفع ما انطمس، وجدّد منها ما درس، فأصبحت به وهي مشيدة البناء، مأهولة الفناء، عبقة الأرجاء، ظليلة الأفياء، محكمة المباني، غضة المجاني، يطيش سهم راميها ويهتدي إلى أوضح السبل من أخذ بها وسلك فيها، بعد ما بذل مهجته في ذلك، وسلك بها في جميع شعوب الأرض والمسالك، لينشر الحق والعدل، في كلّ حزن‌[1] وسهل.

بَعيدُ مناطِ العَزْمِ فالغَرْبُ مُشْرِقٌ‌

إذا مَا سَعى في اللهِ والشَّرْقُ مغْرِبُ‌

إلى أن انتشر في جميع فجاج الأرض والسماء صيته بالفخار وذكره، وعَبّق كل الآفاق طاويا فضيلة سائر أولي الفضل نشره، فماذا عسى أن يبلغ المُطْرِي فيه، وبماذا يأتي من مكارمه ومساعيه، فنحن أحرى بنا


[1] الحزن: الأرض الوعرة.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست