وهذا شعر عالم كما تراه، وقد التزمنا هنا أن لا نأتي إلَّا بمراثي
العلماء للشيخ الكبير لأنّه أوقع وللعدو أقمع إذ لا مزيّة بقول الشعراء، فإنّهم في
كل واد يهيمون[2]، فممن قال
في رثائه من العلماء الشيخ حمود ابن الشيخ إسماعيل[3]
رحمهما الله، وكانا من العلماء المبرّزين في النجف، وبيتهم من البيوت القديمة،
ويعرفون الآن ببيت الظالمي والشيخ
حمود هذا هو جدّ الشيخ جعفر الظالمي المتوفى هذه الأيام، وكان من
ظرفاء المؤمنين رحمه الله وإيّاهم أجمعين.
قال الشيخ حمود يرثي شيخه الشيخ الكبير، ويعزي ولده الشيخ موسى،
ويمدح الشاه زاده محمد علي مرزه لما أظهر من الاعتناء والإحترام للشيخ موسى رحمه
الله، ويُعرّض بحسّاده والباغين عليه، ممن قتلهم الله أخيراً على يديه.
[2] في قوله هذا إشارة إلى قوله تعالى في سورة
الشعراء: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُم الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ
فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ سورة
الشعراء: 224، 225، 226.
[3] هو الشيخ حمود ابن الشيخ إسماعيل بن درويش بن
الحسين بن خضر بن عباس السلامي المعروف بالظالمي، كان أديبا شاعراً، وله قصيدة في
رثاء الشيخ الوحيد البهبهاني. قال الشيخ أغا بزرك الطهراني في ترجمته وذكر له
العلامة المبرور الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في( العبقات العنبرية) قصيدة في
رثاء جده الأعلى الشيخ الأكبر جعفر بن خضر المتوفى في سنة( 1228 ه-)، والظاهر أنّ
وفاته بعد التاريخ الثاني يعني بعد سنة( 1228 ه-). أنظر: طبقات أعلام الشيعة/ أغا
بزرك الطهراني/ الكرام البررة: 2/ 446.