وهذا غيض من فيض، وإنْ طلبت الرد عليهم فانظر رسائل الشيخ علي
الشهيدي (رحمه الله)، (والحق المبين) تصنيف الشيخ، ففيه من الحسن والبلاغة والخروج
عن العهدة ما ليس في غيره.
ولنكف عنان القلم، فقد تلوث بأحوال هؤلاء، ولا يغسل درن ذلك إلَّا
بالعود إلى باقي مكارم أخلاق الشيخ وطيب أعراقه.
فأمّا علمه وتقواه وجوده فقد مرَّ عليك من كل واحد منها نبذة يسيرة
تكفيك في بيان علوّ قدره.
سادساً: فصاحته وبلاغته
وأمّا فصاحته وبلاغته وحسن مدخله في فنون الكلام فهذا أمر تعرفه
بذوقك، وتميزه بذهنك، وتصحّه بقدر فهمك ومنزلتك من العلوم، فإن طلبت ذلك فعليك
بمراجعة كتبه خصوصاً (كشف الغطاء) ثم (الحق المبين)، فإنّه الضّمين بما تهوى من
تسجيع وتحسين وتزيين من غير تكلف ولا جهد ولا تعب ولا كد، بل عن صرف القريحة وجري
القلم، وبديهة الخاطر، مع بلاغة مبدعة، وفصاحة مقذعه، وجزالة ألفاظ برقّه، ومتانة
معاني بدقة، فما شئت هناك من مصقع:
إذا
قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقالًا لقَائِل
بُملتَقَطَاتٍ
لا تَرَى بَيْنَها فَصْلا
كَفَىَ
وَشَفَى ما في الّنفُوسِ وَلمْ يَدَعْ
لِذِي
إربَةٍ بالقولِ جِدّاً ولا هَزْلا
[1] المقصود الشيخ موسى ابن الشيخ الكبير الشيخ
جعفر كاشف الغطاء.