responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 108

فلان، وجعل يخاطب أولاده، فقاموا وتقلّدوا سيُوفهم واصطفوا مع القوم حتى إذا اشتغلت تلك الفرقة الملعونة بلهوهم وضرب طبولهم، قام أنصار الله، فودّعهم الشيخ وعوّذهم بالتعاويذ الواردة، ثم رجع الشيخ.

وذهب أصحابه حتى أتوا منازل عِقِيل فتسوّروا السطح الذي فيه رؤساؤهم فدخلوا عليهم وحكّموا السيوف فيهم، وكانت كؤوس الخمر تدار بينهم، فقتل منهم عشرون، وأفلت الباقون، فدخلوا على بيك الحلة صارخين باكين، ونقلوا له القصّة فقال لهم لا طاقة لي على محاربة الشيخ وهو إمام العراق، ولكن امضوا إلى الوزير، وكان يومئذ في بغداد سليمان باشا[1] واليا، وهو من طائفة الكولات‌[2] من أهالي بغداد، فتوجهوا إليه بعيالهم وأطفالهم.

وحدثني بغير هذا عمي العلم العباس بن الحسن بن جعفر عمن شهد الواقعة، أنّ الشيخ الكبير (رحمه الله)، توجّه إلى الحلة، وكان فيها بعض أولاده وأقربائه، فنزل في دار قريبة من الخان الكبير المحادد لشط الفرات، وكان ذلك الخان كالقلعة للعسكر، وكان عسكر الدولة من الطائفة العظيمة الكبيرة المعروفة بعِقِيل، وفي ذلك الخان منهم أربعمائة أو خمسمائة، وحذاءه خان أصغر منه وهو بمكان القلعة اليوم وفيه ثلثمائة أو أربعمائة، فلّما انتصف الليل جلس الشيخ على جاري عادته لصلاة


[1] هو من مماليك حسن باشا والي بغداد، كان يتمتع بالوسامة والجمال والكفاءة والمقدرة، ونال الحظوة والترفيع في عهد سليمان أبي ليله والباشوات الذين أتوا بعده حتى عين في عام( 1765) م/ الموافق( 1179) ه- متسلماً للبصرة وفي عام( 1780) م عينه السلطان العثماني واليا على بغداد.

أنظر: أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث/ ستيفن لونكريك/ ترجمة جعفر الخياط/ ط 5/ مطبعة التحرير/ بغداد/ ص 225، 233- 237.

[2] وهي كلمة تركية تعني مملوك مفردها( كوله من) وهو عبد معتق من أصل جركسي من أصل قوقاز.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست